اَلْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذی عَلا فی تَوَحُّدِهِ وَ دَنا فی تَفَرُّدِهِ وَجَلَّ فی سُلْطانِهِ وَعَظُمَ فی اَرْکانِهِ، وَاَحاطَ بِکُلِّ شَیءٍ عِلْماً وَ هُوَ فی مَکانِهِ وَ قَهَرَ جَمیعَ الْخَلْقِ بِقُدْرَتِهِ وَ بُرْهانِهِ،حَمیداً لَمْ یَزَلْ، مَحْموداً لایَزالُ (وَ مَجیداً لایَزولُ، وَمُبْدِئاً وَمُعیداً وَ کُلُّ أَمْرٍ إِلَیْهِ یَعُودُ). بارِئُ الْمَسْمُوکاتِ وَداحِی الْمَدْحُوّاتِ وَجَبّارُ الْأَرَضینَ وَ السّماواتِ، قُدُّوسٌ سُبُّوحٌ، رَبُّ الْمَلائکَةِ وَالرُّوحِ، مُتَفَضِّلٌ عَلی جَمیعِ مَنْ بَرَأَهُ، مُتَطَوِّلٌ عَلی جَمیعِ مَنْ أَنْشَأَهُ. یَلْحَظُ کُلَّ عَیْنٍ وَالْعُیُونُ لاتَراهُ. کَریمٌ حَلیمٌ ذُوأَناتٍ، قَدْ وَسِعَ کُلَّ شَیءٍ رَحْمَتُهُ وَ مَنَّ عَلَیْهِمْ بِنِعْمَتِهِ. لا یَعْجَلُ بِانْتِقامِهِ، وَلایُبادِرُ إِلَیْهِمْ بِمَا اسْتَحَقُّوا مِنْ عَذابِهِ. قَدْفَهِمَ السَّرائِرَ وَ عَلِمَ الضَّمائِرَ، وَلَمْ تَخْفَ عَلَیْهِ اَلْمَکْنوناتُ ولا اشْتَبَهَتْ عَلَیْهِ الْخَفِیّاتُ. لَهُ الْإِحاطَةُ بِکُلِّ شَیءٍ، والغَلَبَةُ علی کُلِّ شَیءٍ والقُوَّةُ فی کُلِّ شَئٍ والقُدْرَةُ عَلی کُلِّ شَئٍ وَلَیْسَ مِثْلَهُ شَیءٌ. وَ هُوَ مُنْشِئُ الشَّیءِ حینَ لاشَیءَ دائمٌ حَی وَقائمٌ بِالْقِسْطِ، لاإِلاهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزیزُالْحَکیمُ. جَلَّ عَنْ أَنْ تُدْرِکَهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ یُدْرِکُ الْأَبْصارَ وَ هُوَاللَّطیفُ الْخَبیرُ. لایَلْحَقُ أَحَدٌ وَصْفَهُ مِنْ مُعایَنَةٍ، وَلایَجِدُ أَحَدٌ کَیْفَ هُوَمِنْ سِرٍ وَ عَلانِیَةٍ إِلاّ بِمادَلَّ عَزَّوَجَلَّ عَلی نَفْسِهِ. وَأَشْهَدُ أَنَّهُ الله ألَّذی مَلَأَ الدَّهْرَ قُدْسُهُ، وَالَّذی یَغْشَی الْأَبَدَ نُورُهُ، وَالَّذی یُنْفِذُ أَمْرَهُ بِلامُشاوَرَةِ مُشیرٍ وَلامَعَهُ شَریکٌ فی تَقْدیرِهِ وَلایُعاوَنُ فی تَدْبیرِهِ. صَوَّرَ مَا ابْتَدَعَ عَلی غَیْرِ مِثالٍ، وَ خَلَقَ ما خَلَقَ بِلامَعُونَةٍ مِنْ أَحَدٍ وَلا تَکَلُّفٍ وَلاَ احْتِیالٍ. أَنْشَأَها فَکانَتْ وَ بَرَأَها فَبانَتْ. فَهُوَالله الَّذی لا إِلاهَ إِلاَّ هُوالمُتْقِنُ الصَّنْعَةَ، اَلْحَسَنُ الصَّنیعَةِ، الْعَدْلُ الَّذی لایَجُوُر، وَالْأَکْرَمُ الَّذی تَرْجِعُ إِلَیْهِ الْأُمُورُ. وَأَشْهَدُ أَنَّهُ الله الَّذی تَواضَعَ کُلُّ شَیءٍ لِعَظَمَتِهِ، وَذَلَّ کُلُّ شَیءٍ لِعِزَّتِهِ، وَاسْتَسْلَمَ کُلُّ شَیءٍ لِقُدْرَتِهِ، وَخَضَعَ کُلُّ شَیءٍ لِهَیْبَتِهِ. مَلِکُ الْاَمْلاکِ وَ مُفَلِّکُ الْأَفْلاکِ وَمُسَخِّرُالشَّمْسِ وَالْقَمَرِ، کُلٌّ یَجْری لاَِجَلٍ مُسَمّی. یُکَوِّرُالَّلیْلَ عَلَی النَّهارِ وَیُکَوِّرُالنَّهارَ عَلَی الَّلیْلِ یَطْلُبُهُ حَثیثاً. قاصِمُ کُلِّ جَبّارٍ عَنیدٍ وَ مُهْلِکُ کُلِّ شَیْطانٍ مَریدٍ. لَمْ یَکُنْ لَهُ ضِدٌّ وَلا مَعَهُ نِدٌّ أَحَدٌ صَمَدٌ لَمْ یَلِدْ وَلَمْ یُولَدْ وَلَمْ یَکُنْ لَهُ کُفْواً أَحَدٌ. إلاهٌ واحِدٌ وَرَبٌّ ماجِدٌ یَشاءُ فَیُمْضی، وَیُریدُ فَیَقْضی، وَیَعْلَمُ فَیُحْصی، وَیُمیتُ وَیُحْیی، وَیُفْقِرُ وَیُغْنی، وَیُضْحِکُ وَیُبْکی، (وَیُدْنی وَ یُقْصی) وَیَمْنَعُ وَ یُعْطی، لَهُ الْمُلْکُ وَلَهُ الْحَمْدُ، بِیَدِهِ الْخَیْرُ وَ هُوَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدیرٌ. یُولِجُ الَّلیْلَ فِی النَّهارِ وَیُولِجُ النَّهارَ فی الَّلیْلِ، لاإِلاهَ إِلاّهُوَالْعَزیزُ الْغَفّارُ. مُسْتَجیبُ الدُّعاءِ وَمُجْزِلُ الْعَطاءِ، مُحْصِی الْأَنْفاسِ وَ رَبُّ الْجِنَّةِ وَالنّاسِ، الَّذی لایُشْکِلُ عَلَیْهِ شَیءٌ، وَ لایُضجِرُهُ صُراخُ الْمُسْتَصْرِخینَ وَلایُبْرِمُهُ إِلْحاحُ الْمُلِحّینَ. اَلْعاصِمُ لِلصّالِحینَ، وَالْمُوَفِّقُ لِلْمُفْلِحینَ، وَ مَوْلَی الْمُؤْمِنینَ وَرَبُّ الْعالَمینَ. الَّذِی اسْتَحَقَّ مِنْ کُلِّ مَنْ خَلَقَ أَنْ یَشْکُرَهُ وَیَحْمَدَهُ (عَلی کُلِّ حالٍ). أَحْمَدُهُ کَثیراً وَأَشْکُرُهُ دائماً عَلَی السَّرّاءِ والضَّرّاءِ وَالشِّدَّةِ وَالرَّخاءِ، وَأُومِنُ بِهِ و بِمَلائکَتِهِ وکُتُبِهِ وَرُسُلِهِ. أَسْمَعُ لاَِمْرِهِ وَاُطیعُ وَأُبادِرُ إِلی کُلِّ مایَرْضاهُ وَأَسْتَسْلِمُ لِماقَضاهُ، رَغْبَةً فی طاعَتِهِ وَ خَوْفاً مِنْ عُقُوبَتِهِ، لاَِنَّهُ الله الَّذی لایُؤْمَنُ مَکْرُهُ وَلایُخافُ جَورُهُ.
وَأُقِرُّلَهُ عَلی نَفْسی بِالْعُبُودِیَّةِ وَ أَشْهَدُ لَهُ بِالرُّبُوبِیَّةِ، وَأُؤَدّی ما أَوْحی بِهِ إِلَی حَذَراً مِنْ أَنْ لا أَفْعَلَ فَتَحِلَّ بی مِنْهُ قارِعَةٌ لایَدْفَعُها عَنّی أَحَدٌ وَإِنْ عَظُمَتْ حیلَتُهُ وَصَفَتْ خُلَّتُهُ
- لاإِلاهَ إِلاَّهُوَ - لاَِنَّهُ قَدْأَعْلَمَنی أَنِّی إِنْ لَمْ أُبَلِّغْ ما أَنْزَلَ إِلَی (فی حَقِّ عَلِی) فَما بَلَّغْتُ رِسالَتَهُ، وَقَدْ ضَمِنَ لی تَبارَکَ وَتَعالَی الْعِصْمَةَ (مِنَ النّاسِ) وَ هُوَالله الْکافِی الْکَریمُ.
فَأَوْحی إِلَی: (بِسْمِ الله الرَّحْمانِ الرَّحیمِ، یا أَیُهَاالرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَیْکَ مِنْ رَبِّکَ - فی عَلِی یَعْنی فِی الْخِلاَفَةِ لِعَلِی بْنِ أَبی طالِبٍ - وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَالله یَعْصِمُکَ مِنَ النّاسِ).
مَعاشِرَالنّاسِ، ما قَصَّرْتُ فی تَبْلیغِ ما أَنْزَلَ الله تَعالی إِلَی، وَ أَنَا أُبَیِّنُ لَکُمْ سَبَبَ هذِهِ الْآیَةِ: إِنَّ جَبْرئیلَ هَبَطَ إِلَی مِراراً ثَلاثاً یَأْمُرُنی عَنِ السَّلامِ رَبّی - وَ هُوالسَّلامُ - أَنْ أَقُومَ فی هذَا الْمَشْهَدِ فَأُعْلِمَ کُلَّ أَبْیَضَ وَأَسْوَدَ: أَنَّ عَلِی بْنَ أَبی طالِبٍ أَخی وَ وَصِیّی وَ خَلیفَتی (عَلی أُمَّتی) وَالْإِمامُ مِنْ بَعْدی، الَّذی مَحَلُّهُ مِنّی مَحَلُّ هارُونَ مِنْ مُوسی إِلاَّ أَنَّهُ لانَبِی بَعْدی وَهُوَ وَلِیُّکُمْ بَعْدَالله وَ رَسُولِهِ.
وَقَدْ أَنْزَلَ الله تَبارَکَ وَ تَعالی عَلَی بِذالِکَ آیَةً مِنْ کِتابِهِ (هِی): (إِنَّما وَلِیُّکُمُ الله وَ رَسُولُهُ وَالَّذینَ آمَنُواالَّذینَ یُقیمُونَ الصَّلاةَ وَیُؤْتونَ الزَّکاةَ وَ هُمْ راکِعُونَ)، وَ عَلِی بْنُ أَبی طالِبٍ الَّذی أَقامَ الصَّلاةَ وَ آتَی الزَّکاةَ وَهُوَ راکِعٌ یُریدُالله عَزَّوَجَلَّ فی کُلِّ حالٍ.
وَسَأَلْتُ جَبْرَئیلَ أَنْ یَسْتَعْفِی لِی (السَّلامَ) عَنْ تَبْلیغِ ذالِکَ إِلیْکُمْ - أَیُّهَاالنّاسُ - لِعِلْمی بِقِلَّةِ الْمُتَّقینَ وَکَثْرَةِ الْمُنافِقینَ وَإِدغالِ اللّائمینَ وَ حِیَلِ الْمُسْتَهْزِئینَ بِالْإِسْلامِ، الَّذینَ وَصَفَهُمُ الله فی کِتابِهِ بِأَنَّهُمْ یَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مالَیْسَ فی قُلوبِهِمْ، وَیَحْسَبُونَهُ هَیِّناً وَ هُوَ عِنْدَالله عَظیمٌ.
وَکَثْرَةِ أَذاهُمْ لی غَیْرَ مَرَّةٍ حَتّی سَمَّونی أُذُناً وَ زَعَمُوا أَنِّی کَذالِکَ لِکَثْرَةِ مُلازَمَتِهِ إِیّی وَ إِقْبالی عَلَیْهِ (وَ هَواهُ وَ قَبُولِهِ مِنِّی) حَتّی أَنْزَلَ الله عَزَّوَجَلَّ فی ذالِکَ (وَ مِنْهُمُ الَّذینَ یُؤْذونَ النَّبِی وَ یَقولونَ هُوَ أُذُنٌ، قُلْ أُذُنُ - (عَلَی الَّذینَ یَزْعُمونَ أَنَّهُ أُذُنٌ) - خَیْرٍ لَکُمْ، یُؤْمِنُ بِالله وَ یُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنینَ) الآیَةُ.
وَلَوْشِئْتُ أَنْ أُسَمِّی الْقائلینَ بِذالِکَ بِأَسْمائهِمْ لَسَمَّیْتُ وَأَنْ أُوْمِئَ إِلَیْهِمْ بِأَعْیانِهِمْ لَأَوْمَأْتُ وَأَنْ أَدُلَّ عَلَیْهِمُ لَدَلَلْتُ، وَلکِنِّی وَالله فی أُمورِهمْ قَدْ تَکَرَّمْتُ. وَکُلُّ ذالِکَ لایَرْضَی الله مِنّی إِلاّ أَنْ أُبَلِّغَ ما أَنْزَلَ الله إِلَی (فی حَقِّ عَلِی)، ثُمَّ تلا: (یا أَیُّهَاالرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَیْکَ مِنْ رَبِّکَ - فی حَقِّ عَلِی - وَ انْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَالله یَعْصِمُکَ مِنَ النّاسِ).
فَاعْلَمُوا مَعاشِرَ النّاسِ (ذالِکَ فیهِ وَافْهَموهُ وَاعْلَمُوا) أَنَّ الله قَدْ نَصَبَهُ لَکُمْ وَلِیّاً وَإِماماً فَرَضَ طاعَتَهُ عَلَی الْمُهاجِرینَ وَالْأَنْصارِ وَ عَلَی التّابِعینَ لَهُمْ بِإِحْسانٍ، وَ عَلَی الْبادی وَالْحاضِرِ، وَ عَلَی الْعَجَمِی وَالْعَرَبی، وَالْحُرِّ وَالْمَمْلوکِ وَالصَّغیرِ وَالْکَبیرِ، وَ عَلَی الْأَبْیَضِ وَالأَسْوَدِ، وَ عَلی کُلِّ مُوَحِّدٍ.
ماضٍ حُکْمُهُ، جازٍ قَوْلُهُ، نافِذٌ أَمْرُهُ، مَلْعونٌ مَنْ خالَفَهُ، مَرْحومٌ مَنْ تَبِعَهُ وَ صَدَّقَهُ، فَقَدْ غَفَرَالله لَهُ وَلِمَنْ سَمِعَ مِنْهُ وَ أَطاعَ لَهُ.
مَعاشِرَالنّاسِ، إِنَّهُ آخِرُ مَقامٍ أَقُومُهُ فی هذا الْمَشْهَدِ، فَاسْمَعوا وَ أَطیعوا وَانْقادوا لاَِمْرِ(الله) رَبِّکُمْ، فَإِنَّ الله عَزَّوَجَلَّ هُوَ مَوْلاکُمْ وَإِلاهُکُمْ، ثُمَّ مِنْ دونِهِ رَسولُهُ وَنَبِیُهُ الُْمخاطِبُ لَکُمْ، ثُمَّ مِنْ بَعْدی عَلی وَلِیُّکُمْ وَ إِمامُکُمْ بِأَمْرِالله رَبِّکُمْ، ثُمَّ الْإِمامَةُ فی ذُرِّیَّتی مِنْ وُلْدِهِ إِلی یَوْمٍ تَلْقَوْنَ الله وَرَسولَهُ.
لاحَلالَ إِلاّ ما أَحَلَّهُ الله وَ رَسُولُهُ وَهُمْ، وَلاحَرامَ إِلاّ ما حَرَّمَهُ الله (عَلَیْکُمْ) وَ رَسُولُهُ وَ هُمْ، وَالله عَزَّوَجَلَّ عَرَّفَنِی الْحَلالَ وَالْحَرامَ وَأَنَا أَفْضَیْتُ بِما عَلَّمَنی رَبِّی مِنْ کِتابِهِ وَحَلالِهِ وَ حَرامِهِ إِلَیْهِ.
مَعاشِرَالنّاسِ، علی (فَضِّلُوهُ). مامِنْ عِلْمٍ إِلاَّ وَقَدْ أَحْصاهُ الله فِی، وَ کُلُّ عِلْمٍ عُلِّمْتُ فَقَدْ أَحْصَیْتُهُ فی إِمامِ الْمُتَّقینَ، وَما مِنْ عِلْمٍ إِلاّ وَقَدْ عَلَّمْتُهُ عَلِیّاً، وَ هُوَ الْإِمامُ الْمُبینُ (الَّذی ذَکَرَهُ الله فی سُورَةِ یس: (وَ کُلَّ شَیءٍ أَحْصَیْناهُ فی إِمامٍ مُبینٍ).
مَعاشِرَالنَّاسِ، لاتَضِلُّوا عَنْهُ وَلاتَنْفِرُوا مِنْهُ، وَلاتَسْتَنْکِفُوا عَنْ وِلایَتِهِ، فَهُوَالَّذی یَهدی إِلَی الْحَقِّ وَیَعْمَلُ بِهِ، وَیُزْهِقُ الْباطِلَ وَیَنْهی عَنْهُ، وَلاتَأْخُذُهُ فِی الله لَوْمَةُ لائِمٍ. أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِالله وَ رَسُولِهِ (لَمْ یَسْبِقْهُ إِلَی الْایمانِ بی أَحَدٌ)، وَالَّذی فَدی رَسُولَ الله بِنَفْسِهِ، وَالَّذی کانَ مَعَ رَسُولِ الله وَلا أَحَدَ یَعْبُدُالله مَعَ رَسُولِهِ مِنَ الرِّجالِ غَیْرُهُ.
(أَوَّلُ النّاسِ صَلاةً وَ أَوَّلُ مَنْ عَبَدَالله مَعی. أَمَرْتُهُ عَنِ الله أَنْ یَنامَ فی مَضْجَعی، فَفَعَلَ فادِیاً لی بِنَفْسِهِ).
مَعاشِرَالنّاسِ، فَضِّلُوهُ فَقَدْ فَضَّلَهُ الله، وَاقْبَلُوهُ فَقَدْ نَصَبَهُ الله.
مَعاشِرَالنّاسِ، إِنَّهُ إِمامٌ مِنَ الله، وَلَنْ یَتُوبَ الله عَلی أَحَدٍ أَنْکَرَ وِلایَتَهُ وَلَنْ یَغْفِرَ لَهُ، حَتْماً عَلَی الله أَنْ یَفْعَلَ ذالِکَ بِمَنْ خالَفَ أَمْرَهُ وَأَنْ یُعَذِّبَهُ عَذاباً نُکْراً أَبَدَا الْآبادِ وَ دَهْرَ الدُّهورِ. فَاحْذَرُوا أَنْ تُخالِفوهُ. فَتَصْلُوا ناراً وَقودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْکافِرینَ.
مَعاشِرَالنّاسِ، بی - وَالله - بَشَّرَالْأَوَّلُونَ مِنَ النَّبِیِّینَ وَالْمُرْسَلینَ، وَأَنَا - (وَالله) - خاتَمُ الْأَنْبِیاءِ وَالْمُرْسَلینَ والْحُجَّةُ عَلی جَمیعِ الَْمخْلوقینَ مِنْ أَهْلِ السَّماواتِ وَالْأَرَضینَ. فَمَنْ شَکَّ فی ذالِکَ فَقَدْ کَفَرَ کُفْرَ الْجاهِلِیَّةِ الْأُولی وَ مَنْ شَکَّ فی شَیءٍ مِنْ قَوْلی هذا فَقَدْ شَکَّ فی کُلِّ ما أُنْزِلَ إِلَی، وَمَنْ شَکَّ فی واحِدٍ مِنَ الْأَئمَّةِ فَقَدْ شَکَّ فِی الْکُلِّ مِنْهُمْ، وَالشَاکُّ فینا فِی النّارِ.
مَعاشِرَالنّاسِ، حَبانِی الله عَزَّوَجَلَّ بِهذِهِ الْفَضیلَةِ مَنّاً مِنْهُ عَلَی وَ إِحْساناً مِنْهُ إِلَی وَلا إِلاهَ إِلاّهُوَ، أَلا لَهُ الْحَمْدُ مِنِّی أَبَدَ الْآبِدینَ وَدَهْرَالدّاهِرینَ وَ عَلی کُلِّ حالٍ.
مَعاشِرَالنّاسِ، فَضِّلُوا عَلِیّاً فَإِنَّهُ أَفْضَلُ النَّاسِ بَعْدی مِنْ ذَکَرٍ و أُنْثی ما أَنْزَلَ الله الرِّزْقَ وَبَقِی الْخَلْقُ.
مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ، مَغْضُوبٌ مَغْضُوبٌ مَنْ رَدَّ عَلَی قَوْلی هذا وَلَمْ یُوافِقْهُ.
أَلا إِنَّ جَبْرئیلَ خَبَّرنی عَنِ الله تَعالی بِذالِکَ وَیَقُولُ: «مَنْ عادی عَلِیّاً وَلَمْ یَتَوَلَّهُ فَعَلَیْهِ لَعْنَتی وَ غَضَبی»، (وَ لْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوالله - أَنْ تُخالِفُوهُ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِها - إِنَّ الله خَبیرٌ بِما تَعْمَلُونَ).
مَعاشِرَ النَّاسِ، إِنَّهُ جَنْبُ الله الَّذی ذَکَرَ فی کِتابِهِ العَزیزِ، فَقالَ تعالی (مُخْبِراً عَمَّنْ یُخالِفُهُ): (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ یا حَسْرَتا عَلی ما فَرَّطْتُ فی جَنْبِ الله).
مَعاشِرَالنّاسِ، تَدَبَّرُوا الْقُرْآنَ وَ افْهَمُوا آیاتِهِ وَانْظُرُوا إِلی مُحْکَماتِهِ وَلاتَتَّبِعوا مُتَشابِهَهُ، فَوَالله لَنْ یُبَیِّنَ لَکُمْ زواجِرَهُ وَلَنْ یُوضِحَ لَکُمْ تَفْسیرَهُ إِلاَّ الَّذی أَنَا آخِذٌ بِیَدِهِ وَمُصْعِدُهُ إِلی وَشائلٌ بِعَضُدِهِ (وَ رافِعُهُ بِیَدَی) وَ مُعْلِمُکُمْ: أَنَّ مَنْ کُنْتُ مَوْلاهُ فَهذا عَلِی مَوْلاهُ، وَ هُوَ عَلِی بْنُ أَبی طالِبٍ أَخی وَ وَصِیّی، وَ مُوالاتُهُ مِنَ الله عَزَّوَجَلَّ أَنْزَلَها عَلَی.
مَعاشِرَالنّاسِ، إِنَّ عَلِیّاً وَالطَّیِّبینَ مِنْ وُلْدی (مِنْ صُلْبِهِ) هُمُ الثِّقْلُ الْأَصْغَرُ، وَالْقُرْآنُ الثِّقْلُ الْأَکْبَرُ، فَکُلُّ واحِدٍ مِنْهُما مُنْبِئٌ عَنْ صاحِبِهِ وَ مُوافِقٌ لَهُ، لَنْ یَفْتَرِقا حَتّی یَرِدا عَلَی الْحَوْضَ.
أَلا إِنَّهُمْ أُمَناءُ الله فی خَلْقِهِ وَ حُکّامُهُ فی أَرْضِهِ. أَلاوَقَدْ أَدَّیْتُ.
أَلا وَقَدْ بَلَّغْتُ، أَلاوَقَدْ أَسْمَعْتُ، أَلاوَقَدْ أَوْضَحْتُ، أَلا وَ إِنَّ الله عَزَّوَجَلَّ قالَ وَ أَنَا قُلْتُ عَنِ الله عَزَّوَجَلَّ، أَلاإِنَّهُ لا «أَمیرَالْمُؤْمِنینَ» غَیْرَ أَخی هذا، أَلا لاتَحِلُّ إِمْرَةُ الْمُؤْمِنینَ بَعْدی لاَِحَدٍ غَیْرِهِ.
ثم قال: «ایهاالنَّاسُ، مَنْ اَوْلی بِکُمْ مِنْ اَنْفُسِکُمْ؟ قالوا: الله و رَسُولُهُ. فَقالَ: اَلا من کُنْتُ مَوْلاهُ فَهذا عَلی مَوْلاهُ، اللهمَّ والِ مَنْ والاهُ و عادِ مَنْ عاداهُ وَانْصُرْمَنْ نَصَرَهُ واخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ.
مَعاشِرَالنّاسِ، هذا عَلِی أخی وَ وَصیی وَ واعی عِلْمی، وَ خَلیفَتی فی اُمَّتی عَلی مَنْ آمَنَ بی وَعَلی تَفْسیرِ کِتابِ الله عَزَّوَجَلَّ وَالدّاعی إِلَیْهِ وَالْعامِلُ بِمایَرْضاهُ وَالُْمحارِبُ لاَِعْدائهِ وَالْمُوالی عَلی طاعَتِهِ وَالنّاهی عَنْ مَعْصِیَتِهِ. إِنَّهُ خَلیفَةُ رَسُولِ الله وَ أَمیرُالْمُؤْمِنینَ وَالْإمامُ الْهادی مِنَ الله، وَ قاتِلُ النّاکِثینَ وَالْقاسِطینَ وَالْمارِقینَ بِأَمْرِالله. یَقُولُ الله: (مایُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَی).
بِأَمْرِکَ یارَبِّ أَقولُ: اَلَّلهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ (وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ) وَالْعَنْ مَنْ أَنْکَرَهُ وَاغْضِبْ عَلی مَنْ جَحَدَ حَقَّهُ.
اللهمَّ إِنَّکَ أَنْزَلْتَ الْآیَةَ فی عَلِی وَلِیِّکَ عِنْدَتَبْیینِ ذالِکَ وَنَصْبِکَ إِیّاهُ لِهذَا الْیَوْمِ: (الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دینَکُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَیْکُمْ نِعْمَتی وَ رَضیتُ لَکُمُ الْإِسْلامَ دیناً)، (وَ مَنْ یَبْتَغِ غَیْرَالْإِسْلامِ دیناً فَلَنْ یُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِی الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرینَ). اللهمَّ إِنِّی أُشْهِدُکَ أَنِّی قَدْ بَلَّغْتُ.
مَعاشِرَالنّاسِ، إِنَّما أَکْمَلَ الله عَزَّوَجَلَّ دینَکُمْ بِإِمامَتِهِ. فَمَنْ لَمْ یَأْتَمَّ بِهِ وَبِمَنْ یَقُومُ مَقامَهُ مِنْ وُلْدی مِنْ صُلْبِهِ إِلی یَوْمِ الْقِیامَةِ وَالْعَرْضِ عَلَی الله عَزَّوَجَلَّ فَأُولئِکَ الَّذینَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ (فِی الدُّنْیا وَالْآخِرَةِ) وَ فِی النّارِهُمْ خالِدُونَ، (لایُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَلاهُمْ یُنْظَرونَ).
مَعاشِرَالنّاسِ، هذا عَلِی، أَنْصَرُکُمْ لی وَأَحَقُّکُمْ بی وَأَقْرَبُکُمْ إِلَی وَأَعَزُّکُمْ عَلَی، وَالله عَزَّوَجَلَّ وَأَنَاعَنْهُ راضِیانِ. وَ مانَزَلَتْ آیَةُ رِضاً (فی الْقُرْآنِ) إِلاّ فیهِ، وَلا خاطَبَ الله الَّذینَ آمَنُوا إِلاّبَدَأ بِهِ، وَلانَزَلَتْ آیَةُ مَدْحٍ فِی الْقُرْآنِ إِلاّ فیهِ، وَلاشَهِدَ الله بِالْجَنَّةِ فی (هَلْ أَتی عَلَی الْاِنْسانِ) إِلاّلَهُ، وَلا أَنْزَلَها فی سِواهُ وَلامَدَحَ بِها غَیْرَهُ.
مَعاشِرَالنّاسِ، هُوَ ناصِرُ دینِ الله وَالُْمجادِلُ عَنْ رَسُولِ الله، وَ هُوَالتَّقِی النَّقِی الْهادِی الْمَهْدِی. نَبِیُّکُمْ خَیْرُ نَبی وَ وَصِیُّکُمْ خَیْرُ وَصِی (وَبَنُوهُ خَیْرُالْأَوْصِیاءِ).
مَعاشِرَالنّاسِ، ذُرِّیَّةُ کُلِّ نَبِی مِنْ صُلْبِهِ، وَ ذُرِّیَّتی مِنْ صُلْبِ (أَمیرِالْمُؤْمِنینَ) عَلِی.
مَعاشِرَ النّاسِ، إِنَّ إِبْلیسَ أَخْرَجَ آدَمَ مِنَ الْجَنَّةِ بِالْحَسَدِ، فَلاتَحْسُدُوهُ فَتَحْبِطَ أَعْمالُکُمْ وَتَزِلَّ أَقْدامُکُمْ، فَإِنَّ آدَمَ أُهْبِطَ إِلَی الْأَرضِ بِخَطیئَةٍ واحِدَةٍ، وَهُوَ صَفْوَةُالله عَزَّوَجَلَّ، وَکَیْفَ بِکُمْ وَأَنْتُمْ أَنْتُمْ وَ مِنْکُمْ أَعْداءُالله،
أَلا وَ إِنَّهُ لایُبْغِضُ عَلِیّاً إِلاّشَقِی، وَ لایُوالی عَلِیّاً إِلاَّ تَقِی، وَ لایُؤْمِنُ بِهِ إِلاّ مُؤْمِنٌ مُخْلِصٌ.
وَ فی عَلِی - وَالله - نَزَلَتْ سُورَةُ الْعَصْر: (بِسْمِ الله الرَّحْمانِ الرَّحیمِ، وَالْعَصْرِ، إِنَّ الْإِنْسانَ لَفی خُسْرٍ) (إِلاّ عَلیّاً الّذی آمَنَ وَ رَضِی بِالْحَقِّ وَالصَّبْرِ).
مَعاشِرَالنّاسِ، قَدِ اسْتَشْهَدْتُ الله وَبَلَّغْتُکُمْ رِسالَتی وَ ما عَلَی الرَّسُولِ إِلاَّالْبَلاغُ الْمُبینُ.
مَعاشِرَالنّاسِ، (إتَّقُوالله حَقَّ تُقاتِهِ وَلاتَموتُنَّ إِلاّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ).
مَعاشِرَالنّاسِ، (آمِنُوا بِالله وَ رَسُولِهِ وَالنَّورِ الَّذی أُنْزِلَ مَعَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّها عَلی أَدْبارِها أَوْ نَلْعَنَهُمْ کَما لَعَنَّا أَصْحابَ السَّبْتِ). (بالله ما عَنی بِهذِهِ الْآیَةِ إِلاَّ قَوْماً مِنْ أَصْحابی أَعْرِفُهُمْ بِأَسْمائِهِمْ وَأَنْسابِهِمْ، وَقَدْ أُمِرْتُ بِالصَّفْحِ عَنْهُمْ فَلْیَعْمَلْ کُلُّ امْرِئٍ عَلی مایَجِدُ لِعَلِی فی قَلْبِهِ مِنَ الْحُبِّ وَالْبُغْضِ).
مَعاشِرَالنّاسِ، النُّورُ مِنَ الله عَزَّوَجَلَّ مَسْلوکٌ فِی ثُمَّ فی عَلِی بْنِ أَبی طالِبٍ، ثُمَّ فِی النَّسْلِ مِنْهُ إِلَی الْقائِمِ الْمَهْدِی الَّذی یَأْخُذُ بِحَقِّ الله وَ بِکُلِّ حَقّ هُوَ لَنا، لاَِنَّ الله عَزَّوَجَلَّ قَدْ جَعَلَنا حُجَّةً عَلَی الْمُقَصِّرینَ وَالْمعُانِدینَ وَالُْمخالِفینَ وَالْخائِنینَ وَالْآثِمینَ وَالّظَالِمینَ وَالْغاصِبینَ مِنْ جَمیعِ الْعالَمینَ.
مَعاشِرَالنّاسِ، أُنْذِرُکُمْ أَنّی رَسُولُ الله قَدْخَلَتْ مِنْ قَبْلِی الرُّسُلُ، أَفَإِنْ مِتُّ أَوْقُتِلْتُ انْقَلَبْتُمْ عَلی أَعْقابِکُمْ؟ وَمَنْ یَنْقَلِبْ عَلی عَقِبَیْهِ فَلَنْهان یَضُرَّالله شَیْئاً وَسَیَجْزِی الله الشّاکِرینَ (الصّابِرینَ). أَلاوَإِنَّ عَلِیّاً هُوَالْمَوْصُوفُ بِالصَّبْرِ وَالشُّکْرِ، ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ وُلْدی مِنْ صُلْبِهِ.
مَعاشِرَالنّاسِ، لاتَمُنُّوا عَلَی بِإِسْلامِکُمْ، بَلْ لاتَمُنُّوا عَلَی الله فَیُحْبِطَ عَمَلَکُمْ وَیَسْخَطَ عَلَیْکُمْ وَ یَبْتَلِیَکُمْ بِشُواظٍ مِنْ نارٍ وَنُحاسٍ، إِنَّ رَبَّکُمْ لَبِا الْمِرْصادِ.
مَعاشِرَالنّاسِ، إِنَّهُ سَیَکُونُ مِنْ بَعْدی أَئمَّةٌ یَدْعُونَ إِلَی النّارِ وَیَوْمَ الْقِیامَةِ لایُنْصَرونَ. مَعاشِرَالنّاسِ، إِنَّ الله وَأَنَا بَریئانِ مِنْهُمْ.
مَعاشِرَالنّاسِ، إِنَّهُمْ وَأَنْصارَهُمْ وَأَتْباعَهُمْ وَأَشْیاعَهُمْ فِی الدَّرْکِ الْأَسْفَلِ مِنَ النّارِ وَلَبِئْسَ مَثْوَی الْمُتَکَبِّرِینَ. أَلا إِنَّهُمْ أَصْحابُ الصَّحیفَةِ، فَلْیَنْظُرْ أَحَدُکُمْ فی صَحیفَتِهِ!!
مَعاشِرَالنّاسِ، إِنِّی أَدَعُها إِمامَةً وَ وِراثَةً (فی عَقِبی إِلی یَوْمِ الْقِیامَةِ)، وَقَدْ بَلَّغْتُ ما أُمِرتُ بِتَبْلیغِهِهان حُجَّةً عَلی کُلِّ حاضِرٍ وَغائبٍ وَ عَلی کُلِّ أَحَدٍ مِمَّنْ شَهِدَ أَوْلَمْ یَشْهَدْ، وُلِدَ أَوْلَمْ یُولَدْ، فَلْیُبَلِّغِ الْحاضِرُ الْغائِبَ وَالْوالِدُ الْوَلَدَ إِلی یَوْمِ الْقِیامَةِ. وَسَیَجْعَلُونَ الْإِمامَةَ بَعْدی مُلْکاً وَ اغْتِصاباً، (أَلا لَعَنَ الله الْغاصِبینَ الْمُغْتَصبینَ)، وَعِنْدَها سَیَفْرُغُ لَکُمْ أَیُّهَا الثَّقَلانِ (مَنْ یَفْرَغُ) وَیُرْسِلُ عَلَیْکُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَنُحاسٌ فَلاتَنْتَصِرانِ.
مَعاشِرَالنّاسِ، إِنَّ الله عَزَّوَجَلَّ لَمْ یَکُنْ لِیَذَرَکُمْ عَلی ما أَنْتُمْ عَلَیْهِ حَتّی یَمیزَالْخَبیثَ مِنَ الطَّیِّبِ، وَ ما کانَ الله لِیُطْلِعَکُمْ عَلَی الْغَیْبِ.
مَعاشِرَالنّاسِ، إِنَّهُ ما مِنْ قَرْیَةٍ إِلاّ وَالله مُهْلِکُها بِتَکْذیبِها قَبْلَ یَوْمِ الْقِیامَةِ وَ مُمَلِّکُهَا الْإِمامَ الْمَهْدِی وَالله مُصَدِّقٌ وَعْدَهُ.
مَعاشِرَالنّاسِ، قَدْ ضَلَّ قَبْلَکُمْ أَکْثَرُالْأَوَّلینَ، وَالله لَقَدْ أَهْلَکَ الْأَوَّلینَ، وَهُوَ مُهْلِکُ الْآخِرینَ.
قالَ الله تَعالی: (أَلَمْ نُهْلِکِ الْأَوَّلینَ، ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرینَ، کذالِکَ نَفْعَلُ بِالُْمجْرِمینَ، وَیْلٌ یَوْمَئِذٍ لِلْمُکَذِّبینَ).
مَعاشِرَالنّاسِ، إِنَّ الله قَدْ أَمَرَنی وَنَهانی، وَقَدْ أَمَرْتُ عَلِیّاً وَنَهَیْتُهُ (بِأَمْرِهِ). فَعِلْمُ الْأَمْرِ وَالنَّهُی لَدَیْهِ، فَاسْمَعُوا لاَِمْرِهِ تَسْلَمُوا وَأَطیعُوهُ تَهْتَدُوا وَانْتَهُوا لِنَهْیِهِ تَرشُدُوا، (وَصیرُوا إِلی مُرادِهِ) وَلا تَتَفَرَّقْ بِکُمُ السُّبُلُ عَنْ سَبیلِهِ.
مَعاشِرَالنّاسِ، أَنَا صِراطُ الله الْمُسْتَقیمُ الَّذی أَمَرَکُمْ بِاتِّباعِهِ، ثُمَّ عَلِی مِنْ بَعْدی. ثُمَّ وُلْدی مِنْ صُلْبِهِ أَئِمَّةُ (الْهُدی)، یَهْدونَ إِلَی الْحَقِّ وَ بِهِ یَعْدِلونَ.
ثُمَّ قَرَأَ: «بِسْمِ الله الرَّحْمانِ الرَّحیمِ الْحَمْدُلِلَّهِ رَبِ الْعالَمینَ...» إِلی آخِرِها،
وَقالَ: فِی نَزَلَتْ وَفیهِمْ (وَالله) نَزَلَتْ، وَلَهُمْ عَمَّتْ وَإِیَّاهُمْ خَصَّتْ، أُولئکَ أَوْلِیاءُالله الَّذینَ لاخَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَلاهُمْ یَحْزَنونَ، أَلا إِنَّ حِزْبَ الله هُمُ الْغالِبُونَ. أَلا إِنَّ أَعْدائَهُمْ هُمُ السُّفَهاءُالْغاوُونَ إِخْوانُ الشَّیاطینِ یوحی بَعْضُهُمْ إِلی بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُروراً. أَلا إِنَّ أَوْلِیائَهُمُ الَّذینَ ذَکَرَهُمُ الله فی کِتابِهِ، فَقالَ عَزَّوَجَلَّ: (لاتَجِدُ قَوْماً یُؤمِنُونَ بِالله وَالْیَوْمِ الْآخِرِ یُوادُّونَ مَنْ حادَّالله وَ رَسُولَهُ وَلَوْکانُوا آبائَهُمْ أَوْأَبْنائَهُمْ أَوْإِخْوانَهُمْ أَوْعَشیرَتَهُمْ، أُولئِکَ کَتَبَ فی قُلوبِهِمُ الْإیمانَ) إِلی آخِرالآیَةِ.
أَلا إِنَّ أَوْلِیائَهُمُ الْمُؤْمِنونَ الَّذینَ وَصَفَهُمُ الله عَزَّوَجَلَّ فَقالَ: (الَّذینَ آمَنُوا وَلَمْ یَلْبِسُوا إیمانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِکَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَ هُمْ مُهْتَدونَ).
(أَلا إِنَّ أَوْلِیائَهُمُ الَّذینَ آمَنُوا وَلَمْ یَرْتابوا).
أَلا إِنَّ أَوْلِیائَهُمُ الَّذینَ یدْخُلونَ الْجَنَّةَ بِسَلامٍ آمِنینَ، تَتَلَقّاهُمُ الْمَلائِکَةُ بِالتَّسْلیمِ یَقُولونَ: سَلامٌ عَلَیْکُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلوها خالِدینَ.
أَلا إِنَّ أَوْلِیائَهُمْ، لَهُمُ الْجَنَّةُ یُرْزَقونَ فیها بِغَیْرِ حِسابٍ. أَلا إِنَّ أَعْدائَهُمُ الَّذینَ یَصْلَونَ سَعیراً.
أَلا إِنَّ أَعْدائَهُمُ الَّذینَ یَسْمَعونَ لِجَهَنَّمَ شَهیقاً وَ هِی تَفورُ وَ یَرَوْنَ لَهازَفیراً.
أَلا إِنَّ أَعْدائَهُمُ الَّذینَ قالَ الله فیهِمْ: (کُلَّما دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَها) الآیة.
أَلا إِنَّ أَعْدائَهُمُ الَّذینَ قالَ الله عَزَّوَجَلَّ: (کُلَّما أُلْقِی فیها فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ یَأتِکُمْ نَذیرٌ، قالوا بَلی قَدْ جاءَنا نَذیرٌ فَکَذَّبْنا وَ قُلنا مانَزَّلَ الله مِنْ شَیءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاّ فی ضَلالٍ کَبیرٍ) إِلی قَوله: (أَلافَسُحْقاً لاَِصْحابِ السَّعیرِ). أَلا إِنَّ أَوْلِیائَهُمُ الَّذینَ یَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَیْبِ، لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ کَبیرٌ.
مَعاشِرَالنَاسِ، شَتّانَ مابَیْنَ السَّعیرِ وَالْأَجْرِ الْکَبیرِ.
(مَعاشِرَالنّاسِ)، عَدُوُّنا مَنْ ذَمَّهُ الله وَلَعَنَهُ، وَ وَلِیُّنا (کُلُّ) مَنْ مَدَحَهُ الله وَ أَحَبَّهُ.
مَعاشِرَ النّاسِ، أَلاوَإِنّی (أَنَا) النَّذیرُ و عَلِی الْبَشیرُ.
(مَعاشِرَالنّاسِ)، أَلا وَ إِنِّی مُنْذِرٌ وَ عَلِی هادٍ.
مَعاشِرَ النّاس (أَلا) وَ إِنّی نَبی وَ عَلِی وَصِیّی.
(مَعاشِرَالنّاسِ، أَلاوَإِنِّی رَسولٌ وَ عَلِی الْإِمامُ وَالْوَصِی مِنْ بَعْدی، وَالْأَئِمَّةُ مِنْ بَعْدِهِ وُلْدُهُ. أَلاوَإِنّی والِدُهُمْ وَهُمْ یَخْرُجونَ مِنْ صُلْبِهِ).
أَلا إِنَّ خاتَمَ الْأَئِمَةِ مِنَّا الْقائِمَ الْمَهْدِی.
أَلا إِنَّهُ الظّاهِرُ عَلَی الدِّینِ.
أَلا إِنَّهُ الْمُنْتَقِمُ مِنَ الظّالِمینَ.
أَلا إِنَّهُ فاتِحُ الْحُصُونِ وَهادِمُها.
أَلا إِنَّهُ غالِبُ کُلِّ قَبیلَةٍ مِنْ أَهْلِ الشِّرْکِ وَهادیها.
أَلاإِنَّهُ الْمُدْرِکُ بِکُلِّ ثارٍ لاَِوْلِیاءِالله.
أَلا إِنَّهُ النّاصِرُ لِدینِ الله.
أَلا إِنَّهُ الْغَرّافُ مِنْ بَحْرٍ عَمیقٍ.
أَلا إِنَّهُ یَسِمُ کُلَّ ذی فَضْلٍ بِفَضْلِهِ وَ کُلَّ ذی جَهْلٍ بِجَهْلِهِ.
أَلا إِنَّهُ خِیَرَةُالله وَ مُخْتارُهُ.
أَلا إِنَّهُ وارِثُ کُلِّ عِلْمٍ وَالُْمحیطُ بِکُلِّ فَهْمٍ.
أَلا إِنَّهُ الُْمخْبِرُ عَنْ رَبِّهِ عَزَّوَجَلَّ وَ الْمُشَیِّدُ لاَِمْرِ آیاتِهِ.
أَلا إِنَّهُ الرَّشیدُ السَّدیدُ.
أَلا إِنَّهُ الْمُفَوَّضُ إِلَیْهِ.
أَلا إِنَّهُ قَدْ بَشَّرَ بِهِ مَنْ سَلَفَ مِنَ الْقُرونِ بَیْنَ یَدَیْهِ.
أَلا إِنَّهُ الْباقی حُجَّةً وَلاحُجَّةَ بَعْدَهُ وَلا حَقَّ إِلاّ مَعَهُ وَلانُورَ إِلاّعِنْدَهُ.
أَلا إِنَّهُ لاغالِبَ لَهُ وَلامَنْصورَ عَلَیْهِ.
أَلاوَإِنَّهُ وَلِی الله فی أَرْضِهِ، وَحَکَمُهُ فی خَلْقِهِ، وَأَمینُهُ فی سِرِّهِ وَ علانِیَتِهِ.
مَعاشِرَالنّاسِ، إِنّی قَدْبَیَّنْتُ لَکُمْ وَأَفْهَمْتُکُمْ، وَ هذا عَلِی یُفْهِمُکُمْ بَعْدی. أَلاوَإِنِّی عِنْدَ انْقِضاءِ خُطْبَتی أَدْعُوکُمْ إِلی مُصافَقَتی عَلی بَیْعَتِهِ وَ الإِقْرارِبِهِ، ثُمَّ مُصافَقَتِهِ بَعْدی. أَلاوَإِنَّی قَدْ بایَعْتُ الله وَ عَلِی قَدْ بایَعَنی. وَأَنَا آخِذُکُمْ بِالْبَیْعَةِ لَهُ عَنِ الله عَزَّوَجَلَّ. (إِنَّ الَّذینَ یُبایِعُونَکَ إِنَّما یُبایِعُونَ الله، یَدُالله فَوْقَ أَیْدیهِمْ. فَمَنْ نَکَثَ فَإِنَّما یَنْکُثُ عَلی نَفْسِهِ، وَ مَنْ أَوْفی بِما عاهَدَ عَلَیْهُ الله فَسَیُؤْتیهِ أَجْراً عَظیماً).
مَعاشِرَالنّاسِ، إِنَّ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ مِنْ شَعائرِالله، (فَمَنْ حَجَّ الْبَیْتَ أَوِاعْتَمَرَ فَلاجُناحَ عَلَیْهِ أَنْ یَطَّوَّفَ بِهِما) الآیَة.
مَعاشِرَالنّاسِ، حُجُّواالْبَیْتَ، فَماوَرَدَهُ أَهْلُ بَیْتٍ إِلاَّ اسْتَغْنَوْا وَ أُبْشِروا، وَلاتَخَلَّفوا عَنْهُ إِلاّبَتَرُوا وَ افْتَقَرُوا.
مَعاشِرَالنّاسِ، ماوَقَفَ بِالْمَوْقِفِ مُؤْمِنٌ إِلاَّغَفَرَالله لَهُ ماسَلَفَ مِنْ ذَنْبِهِ إِلی وَقْتِهِ ذالِکَ، فَإِذا انْقَضَتْ حَجَّتُهُ اسْتَأْنَفَ عَمَلَهُ.
مَعاشِرَالنَّاسِ، الْحُجّاجُ مُعانُونَ وَ نَفَقاتُهُمْ مُخَلَّفَةٌ عَلَیْهِمْ وَالله لایُضیعُ أَجْرَالُْمحْسِنینَ.
مَعاشِرَالنّاسِ، حُجُّوا الْبَیْتَ بِکَمالِ الدّینِ وَالتَّفَقُّهِ، وَلاتَنْصَرِفُوا عَنِ الْمشَاهِدِإِلاّ بِتَوْبَةٍ وَ إِقْلاعٍ.
مَعاشِرَالنّاسِ، أَقیمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّکاةَ کَما أَمَرَکُمُ الله عَزَّوَجَلَّ، فَإِنْ طالَ عَلَیْکُمُ الْأَمَدُ فَقَصَّرْتُمْ أَوْنَسِیتُمْ فَعَلِی وَلِیُّکُمْ وَمُبَیِّنٌ لَکُمْ، الَّذی نَصَبَهُ الله عَزَّوَجَلَّ لَکُمْ بَعْدی أَمینَ خَلْقِهِ. إِنَّهُ مِنِّی وَ أَنَا مِنْهُ، وَ هُوَ وَ مَنْ تَخْلُفُ مِنْ ذُرِّیَّتی یُخْبِرونَکُمْ بِماتَسْأَلوُنَ عَنْهُ وَیُبَیِّنُونَ لَکُمْ ما لاتَعْلَمُونَ.
أَلا إِنَّ الْحَلالَ وَالْحَرامَ أَکْثَرُمِنْ أَنْ أُحصِیَهُما وَأُعَرِّفَهُما فَآمُرَ بِالْحَلالِ وَ اَنهَی عَنِ الْحَرامِ فی مَقامٍ واحِدٍ، فَأُمِرْتُ أَنْ آخُذَ الْبَیْعَةَ مِنْکُمْ وَالصَّفْقَةَ لَکُمْ بِقَبُولِ ماجِئْتُ بِهِ عَنِ الله عَزَّوَجَلَّ فی عَلِی أمیرِالْمُؤْمِنینَ وَالأَوْصِیاءِ مِنْ بَعْدِهِ الَّذینَ هُمْ مِنِّی وَمِنْهُ إمامَةٌ فیهِمْ قائِمَةٌ، خاتِمُها الْمَهْدی إِلی یَوْمٍ یَلْقَی الله الَّذی یُقَدِّرُ وَ یَقْضی.
مَعاشِرَالنّاسِ، وَ کُلُّ حَلالٍ دَلَلْتُکُمْ عَلَیْهِ وَکُلُّ حَرامٍ نَهَیْتُکُمْ عَنْهُ فَإِنِّی لَمْ أَرْجِعْ عَنْ ذالِکَ وَ لَمْ أُبَدِّلْ. أَلا فَاذْکُرُوا ذالِکَ وَاحْفَظُوهُ وَ تَواصَوْابِهِ، وَلا تُبَدِّلُوهُ وَلاتُغَیِّرُوهُ. أَلا وَ إِنِّی اُجَدِّدُالْقَوْلَ: أَلا فَأَقیمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّکاةَ وَأْمُرُوا بِالْمَعْروفِ وَانْهَوْا عَنِ الْمُنْکَرِ.
أَلاوَإِنَّ رَأْسَ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ أَنْ تَنْتَهُوا إِلی قَوْلی وَتُبَلِّغُوهُ مَنْ لَمْ یَحْضُرْ وَ تَأْمُروُهُ بِقَبُولِهِ عَنِّی وَتَنْهَوْهُ عَنْ مُخالَفَتِهِ، فَإِنَّهُ أَمْرٌ مِنَ الله عَزَّوَجَلَّ وَمِنِّی. وَلا أَمْرَ بِمَعْروفٍ وَلا نَهْی عَنْ مُنْکَرٍ إِلاَّمَعَ إِمامٍ مَعْصومٍ.
مَعاشِرَالنّاسِ، الْقُرْآنُ یُعَرِّفُکُمْ أَنَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ بَعْدِهِ وُلْدُهُ، وَعَرَّفْتُکُمْ إِنَّهُمْ مِنِّی وَمِنْهُ، حَیْثُ یَقُولُ الله فی کِتابِهِ: (وَ جَعَلَها کَلِمَةً باقِیَةً فی عَقِبِهِ). وَقُلْتُ: «لَنْ تَضِلُّوا ما إِنْ تَمَسَّکْتُمْ بِهِما».
مَعاشِرَالنّاسِ، التَّقْوی، التَّقْوی، وَاحْذَرُوا السّاعَةَ کَما قالَ الله عَزَّوَجَلَّ: (إِنَّ زَلْزَلَةَ السّاعَةِ شَیءٌ عَظیمٌ). اُذْکُرُوا الْمَماتَ (وَالْمَعادَ) وَالْحِسابَ وَالْمَوازینَ وَالُْمحاسَبَةَ بَیْنَ یَدَی رَبِّ الْعالَمینَ وَالثَّوابَ وَالْعِقابَ. فَمَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ أُثیبَ عَلَیْها وَ مَنْ جاءَ بِالسَّیِّئَةِ فَلَیْسَ لَهُ فِی الجِنانِ نَصیبٌ.
مَعاشِرَالنّاسِ، إِنَّکُمْ أَکْثَرُ مِنْ أَنْ تُصافِقُونی بِکَفٍّ واحِدٍ فی وَقْتٍ واحِدٍ، وَقَدْ أَمَرَنِی الله عَزَّوَجَلَّ أَنْ آخُذَ مِنْ أَلْسِنَتِکُمُ الْإِقْرارَ بِما عَقَّدْتُ لِعَلِی أَمیرِالْمُؤْمنینَ، وَلِمَنْ جاءَ بَعْدَهُ مِنَ الْأَئِمَّةِ مِنّی وَ مِنْهُ، عَلی ما أَعْلَمْتُکُمْ أَنَّ ذُرِّیَّتی مِنْ صُلْبِهِ.
فَقُولُوا بِأَجْمَعِکُمْ: «إِنّا سامِعُونَ مُطیعُونَ راضُونَ مُنْقادُونَ لِما بَلَّغْتَ عَنْ رَبِّنا وَرَبِّکَ فی أَمْرِ إِمامِنا عَلِی أَمیرِالْمُؤْمِنینَ وَ مَنْ وُلِدَ مِنْ صُلْبِهِ مِنَ الْأَئِمَّةِ. نُبایِعُکَ عَلی ذالِکَ بِقُلوُبِنا وَأَنْفُسِنا وَأَلْسِنَتِنا وَأَیْدینا. علی ذالِکَ نَحْیی وَ عَلَیْهِ نَموتُ وَ عَلَیْهِ نُبْعَثُ. وَلانُغَیِّرُ وَلانُبَدِّلُ، وَلا نَشُکُّ (وَلانَجْحَدُ) وَلانَرْتابُ، وَلا نَرْجِعُ عَنِ الْعَهْدِ وَلا نَنْقُضُ الْمیثاقَ.
وَعَظْتَنا بِوَعْظِ الله فی عَلِی أَمیرِالْمؤْمِنینَ وَالْأَئِمَّةِ الَّذینَ ذَکَرْتَ مِنْ ذُرِّیتِکَ مِنْ وُلْدِهِ بَعْدَهُ، الْحَسَنِ وَالْحُسَیْنِ وَ مَنْ نَصَبَهُ الله بَعْدَهُما. فَالْعَهْدُ وَالْمیثاقُ لَهُمْ مَأْخُوذٌ مِنَّا، مِنْ قُلُوبِنا وَأَنْفُسِنا وَأَلْسِنَتِنا وَضَمائِرِنا وَأَیْدینا. مَنْ أَدْرَکَها بِیَدِهِ وَ إِلاَّ فَقَدْ أَقَرَّ بِلِسانِهِ، وَلا نَبْتَغی بِذالِکَ بَدَلاً وَلایَرَی الله مِنْ أَنْفُسِنا حِوَلاً. نَحْنُ نُؤَدّی ذالِکَ عَنْکَ الّدانی والقاصی مِنْ اَوْلادِنا واَهالینا، وَ نُشْهِدُالله بِذالِکَ وَ کَفی بِالله شَهیداً وَأَنْتَ عَلَیْنا بِهِ شَهیدٌ».
مَعاشِرَالنّاسِ، ماتَقُولونَ؟ فَإِنَّ الله یَعْلَمُ کُلَّ صَوْتٍ وَ خافِیَةَ کُلِّ نَفْسٍ، (فَمَنِ اهْتَدی فَلِنَفْسِهِ وَ مَنْ ضَلَّ فَإِنَّما یَضِلُّ عَلَیْها)، وَمَنْ بایَعَ فَإِنَّما یُبایِعُ الله، (یَدُالله فَوْقَ أَیْدیهِمْ).
مَعاشِرَالنّاسِ، فَبایِعُوا الله وَ بایِعُونی وَبایِعُوا عَلِیّاً أَمیرَالْمُؤْمِنینَ وَالْحَسَنَ وَالْحُسَیْنَ وَالْأَئِمَّةَ (مِنْهُمْ فِی الدُّنْیا وَالْآخِرَةِ) کَلِمَةً باقِیَةً.
یُهْلِکُ الله مَنْ غَدَرَ وَ یَرْحَمُ مَنْ وَ فی، (وَ مَنْ نَکَثَ فَإِنَّما یَنْکُثُ عَلی نَفْسِهِ وَ مَنْ أَوْفی بِما عاهَدَ عَلَیْهُ الله فَسَیُؤْتیهِ أَجْراً عَظیماً).
مَعاشِرَالنّاسِ، قُولُوا الَّذی قُلْتُ لَکُمْ وَسَلِّمُوا عَلی عَلی بِإِمْرَةِ الْمُؤْمِنینَ، وَقُولُوا: (سَمِعْنا وَ أَطَعْنا غُفْرانَکَ رَبَّنا وَ إِلَیْکَ الْمَصیرُ)، وَ قُولوا: (اَلْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذی هَدانا لِهذا وَ ما کُنّا لِنَهْتَدِی لَوْلا أَنْ هَدانَا الله) الآیة.
مَعاشِرَالنّاسِ، إِنَّ فَضائِلَ عَلی بْنِ أَبی طالِبٍ عِنْدَالله عَزَّوَجَلَّ - وَ قَدْ أَنْزَلَهافِی الْقُرْآنِ - أَکْثَرُ مِنْ أَنْ أُحْصِیَها فی مَقامٍ واحِدٍ، فَمَنْ أَنْبَاَکُمْ بِها وَ عَرَفَها فَصَدِّقُوهُ.
مَعاشِرَالنّاسِ، مَنْ یُطِعِ الله وَ رَسُولَهُ وَ عَلِیّاً وَ الْأَئِمَةَ الَّذینَ ذَکرْتُهُمْ فَقَدْ فازَفَوْزاً عَظیماً.
مَعاشِرَالنَّاسِ، السّابِقُونَ إِلی مُبایَعَتِهِ وَ مُوالاتِهِ وَ التَّسْلیمِ عَلَیْهِ بِإِمْرَةِ الْمُؤْمِنینَ أُولئکَ هُمُ الْفائزُونَ فی جَنّاتِ النَّعیمِ.
مَعاشِرَالنّاسِ، قُولُوا ما یَرْضَی الله بِهِ عَنْکُمْ مِنَ الْقَوْلِ، فَإِنْ تَکْفُرُوا أَنْتُمْ وَ مَنْ فِی الْأَرْضِ جَمیعاً فَلَنْ یَضُرَّالله شَیْئاً.
اللهمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنینَ (بِما أَدَّیْتُ وَأَمَرْتُ) وَاغْضِبْ عَلَی (الْجاحِدینَ) الْکافِرینَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمینَ.
ترجمه فارسی خطبه غدیر
بسْم اللّه الرَّحْمن الرَّحیم
حمد و ثناى الهى
حمد و سپاس خدایى را که در یگانگى خود بلند مرتبه، و در تنهایى و فرد بودنش نزدیک است. در قدرت و سلطه خود با جلالت و در ارکان خود عظیم است. علم او به همه چیز احاطه دارد در حالى که در جاى خود است، و همه مخلوقات را با قدرت و برهان خود تحت سیطره دارد.
همیشه مورد سپاس بوده و همچنان مورد ستایش خواهد بود. صاحب عظمتى که از بین رفتنى نیست. ابتدا کننده و بازگرداننده اوست و هر کارى به سوى او باز مىگردد.
به وجود آورنده بالا برده شدهها (آسمانها و افلاک) و پهن کننده گستردهها (زمین)، یگانه حکمران زمینها و آسمانها، پاک و منزّه و تسبیح شده، پروردگار ملائکه و روح، تفضّل کننده بر همه آنچه خلق کرده، و لطف کننده بر هر آنچه به وجود آورده است . هر چشمى زیر نظر اوست ولى چشمها او را نمىبینند.
کَرم کننده و بردبار و تحمّل کننده است. رحمت او همه چیز را فرا گرفته و با نعمت خود بر همه آنها منّت گذارده است. در انتقام گرفتن خود عجله نمىکند، و به آنچه از عذابش که مستحقّ آنند مبادرت نمىورزد.
باطنها و سریرهها را مىفهمد و ضمایر را مىداند، و پنهانها بر او مخفى نمىماند و مخفىها بر او مشتبه نمىشود. او راست احاطه بر هر چیزى و غلبه بر همه چیز و قوّت در هر چیزى و قدرت بر هر چیزى ، و مانند او شیئى نیست.
اوست به وجود آورنده شیئ (چیز) هنگامى که چیزى نبود. دائم و زنده است، و به قسط و عدل قائم است. نیست خدایى جز او که با عزّت و حکیم است.
بالاتر از آن است که چشمها او را درک کنند ولى او چشمها را درک مىکند و او لطف کننده و آگاه است. هیچکس نمىتواند با دیدن به صفت او راه یابد، و کسى به چگونگى او از سرّ و آشکار دست نمىیابد مگر به آنچه خود خداوند عز و جل راهنمایى کرده است.
گواهى مىدهم براى او که اوست خدایى که قُدس و پاکى و منزّه بودن او روزگار را پر کرده است. او که نورش ابدیّت را فرا گرفته است. او که دستورش را بدون مشورتِ مشورت کنندهاى اجرا مىکند و در تقدیرش شریک ندارد و در تدبیرش کمک نمىشود.
آنچه ایجاد کرده بدون نمونه و مثالى تصویر نموده و آنچه خلق کرده بدون کمک از کسى و بدون زحمت و بدون احتیاج به فکر و حیله خلق کرده است. آنها را ایجاد کرد پس به وجود آمدند و خلق کرد پس ظاهر شدند. پس اوست خدایى که جز او خدایى نیست. صنعت او محکم و کار او زیباست. عادلى که ظلم نمىکند و کَرم کنندهاى که کارها به سوى او باز مىگردد.
شهادت مىدهم اوست خدایى که همه چیز در مقابل عظمت او تواضع کرده و همه چیز در مقابل عزّت او ذلیل شده و همه چیز در برابر قدرت او سر تسلیم فرود آورده و همه چیز در برابر هیبت او خاضع شدهاند.
پادشاهِ پادشاهان و گرداننده افلاک و مسخّر کننده آفتاب و ماه، که همه با زمانِ تعیین شده در حرکت هستند. شب را بر روى روز و روز را بر روى شب مىگرداند، که به سرعت در پى آن مىرود. در هم شکننده هر زورگوى با عناد، و هلاک کننده هر شیطان سر پیچ و متمرّد.
براى او ضدّى و همراه او معارضى نبوده است. یکتا و بىنیاز است. زاییده نشده و نمىزاید، و براى او هیچ همتایى نیست. خداى یگانه و پروردگار با عظمت. مىخواهد پس به انجام مىرساند، و اراده مىکند پس مقدّر مىنماید، و مىداند پس به شماره مىآورد. مىمیراند و زنده مىکند، فقیر مىکند و غنى مىنماید، مىخنداند و مىگریاند، نزدیک مىکند و دور مىنماید، منع مىکند و عطا مىنماید. پادشاهى از آن او و حمد و سپاس براى اوست. خیر به دست اوست و او بر هر چیزى قادر است.
شب را در روز و روز را در شب فرو مىبرد. نیست خدایى جز او که با عزّت و آمرزنده است. اجابت کننده دعا، بسیار عطا کننده، شمارنده نَفَسها و پروردگار جنّ و بشر، که هیچ امرى بر او مشکل نمىشود، و فریاد دادخواهان او را منزجر نمىکند، و اصرار اصرار کنندگانش او را خسته نمىنماید. نگهدارنده صالحین و موفّق کننده رستگاران و صاحب اختیار مؤمنان و پروردگار عالمیان. خدایى که از آنچه خلق کرده مستحق است که او را در هر حالى شکر و سپاس گویند.
او را سپاس بسیار مىگویم و دائما شکر مىنمایم، چه در آسایش و چه در گرفتارى، چه در حال شدت و چه در حال آرامش. و به او و ملائکهاش و کتابها و پیامبرانش ایمان مىآورم. دستور او را گوش مىدهم و اطاعت مىنمایم و به آنچه او را راضى مىکند مبادرت مىورزم و در مقابل مقدرات او تسلیم مىشوم به عنوان رغبت در اطاعت او و ترس از عقوبت او، چرا که اوست خدایى که نمىتوان از مکر او در امـان بود و از ظلم او هم ترس نداریم (یعنى ظلم نمىکند).
فرمان الهى براى مطلبى مهم
براى خداوند بر نفس خود به عنوان بندگى او اقرار مىکنم، و شهادت مىدهم براى او به پروردگارى، و آنچه به من وحى نموده ادا مىنمایم از ترس آنکه مبادا اگر انجام ندهم عذابى از او بر من فرود آید که هیچکس نتواند آن را دفع کند، هر چند که حیله عظیمى بکار بندد و دوستى او خالص باشد ـ نیست خدایى جز او ـ زیرا خداوند به من اعلام فرموده که اگر آنچه در حق على بر من نازل نموده ابلاغ نکنم رسالت او را نرساندهام، و براى من حفظ از شر مردم را ضمانت نموده و خدا کفایت کننده و کریم است.
خداوند به من چنین وحى کرده است: «بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمانِ الرَّحیمِ، یا اَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما اُنْزِلَ اِلَیْکَ مِنْ رَبِّکَ ...»، «اى پیامبر ابلاغ کن آنچه از طرف پروردگارت بر تو نازل شده ـ درباره على، یعنى خلافت على بن ابىطالب ـ و اگر انجام ندهى رسالت او را نرساندهاى، و خداوند تو را از مردم حفظ مىکند».
اى مردم، من در رساندن آنچه خداوند بر من نازل کرده کوتاهى نکردهام، و من سبب نزول این آیه را براى شما بیان مىکنم:
جبرئیل سه مرتبه بر من نازل شد و از طرف خداوندِ سلام پروردگارم ـ که او سلام است ـ مرا مأمور کرد که در این اجتماع بپاخیزم و بر هر سفید و سیاهى اعلام کنم که «على بن ابىطالب برادرِ من و وصى من و جانشین من بر امتم و امام بعد از من است. نسبت او به من همانند هارون به موسى است جز اینکه پیامبرى بعد از من نیست. و او صاحب اختیار شما بعد از خدا و رسولش است».
و خداوند در این مورد آیهاى از کتابش بر من نازل کرده است: «اِنَّما وَلِیُّکُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذینَ آمَنُوا ...»، «صاحب اختیار شما خدا و رسولش هستند و کسانى که ایمان آورده و نماز را بپا مىدارند و در حال رکوع زکات مىدهند»، و على بن ابىطالب است که نماز را بپا داشته و در حال رکوع زکات داده و در هر حال خداوند عز و جل را قصد مىکند.
اى مردم، من از جبرئیل درخواست کردم از خدا بخواهد تا مرا از ابلاغ این مهم معاف بدارد، زیرا از کمى متقین و زیادى منافقین و فساد ملامت کنندگان و حیلههاى مسخره کنندگانِ اسلام اطلاع دارم، کسانى که خداوند در کتابش آنان را چنین توصیف کرده است که با زبانشان مىگویند آنچه در قلبهایشان نیست، و این کار را سهل مىشمارند در حالى که نزد خداوند عظیم است. همچنین به خاطر اینکه منافقین بارها مرا اذیت کردهاند تا آنجا که مرا «اُذُن» (گوش دهنده بر هر حرفى) نامیدند، و گمان کردند که من چنین هستم به خاطر ملازمت بسیار على با من و توجه من به او و تمایل او و قبولش از من، تا آنکه خداوند عز و جل در این باره چنین نازل کرد: «وَ مِنْهُمُ الَّذینَ یُؤْذُونَ النَّبِىَّ وَ یَقُولُونَ هُوَ اُذُنٌ ...»: «از آنان کسانى هستند که پیامبر را اذیت مىکنند و مىگویند او «اُذُن» (گوش دهنده به هر حرفى) است، بگو: گوش است ـ بر ضد کسانى که گمان مىکنند او «اُذُن» است ـ و براى شما خیر است، به خدا ایمان مىآورد و در مقابل مؤمنین اظهار تواضع و احترام مىنماید، و براى کسانى از شما که ایمان آوردهاند رحمت است؛ و کسانى که پیامبر را اذیت مىکنند عذاب دردناکى در انتظارشان است».
اگر من بخواهم گویندگان این نسبت (اُذُن) را نام ببرم مىتوانم، و اگر بخواهم به شخص آنان اشاره کنم مىنمایم، و اگر بخواهم با علائم آنها را معرفى کنم مىتوانم، ولى به خدا قسم من در کار آنان با بزرگوارى رفتار کردهام.
بعد از همه اینها، خداوند از من راضى نمىشود مگر آنچه در حق على بر من نازل کرده ابلاغ نمایم. «یا اَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما اُنْزِلَ اِلَیْکَ مِنْ رَبِّکَ...»، «اى پیامبر برسان آنچه ـ در حق على ـ از پروردگارت بر تو نازل شده و اگر انجام ندهى رسالت او را نرساندهاى، و خداوند تو را از مردم حفظ مىکند».
اعلان رسمى ولایت و امامت دوازده امام علیهمالسلام
اى مردم، این مطلب را درباره او بدانید و بفهمید، و بدانید که خداوند او را براى شما صاحب اختیار و امامى قرار داده که اطاعتش را واجب نموده است بر مهاجرین و انصار و بر تابعین آنان به نیکى، و بر روستایى و شهرى، و بر عجمى و عربى، و بر آزاد و بنده، و بر بزرگ و کوچک، و بر سفید و سیاه. بر هر یکتا پرستى حکم او اجرا شونده و کلام او مورد عمل و امر او نافذ است. هر کس با او مخالفت کند ملعون است، و هر کس تابع او باشد و او را تصدیق نماید مورد رحمت الهى است. خداوند او را و هر کس را که از او بشنود و او را اطاعت کند آمرزیده است.
اى مردم، این آخرین بارى است که در چنین اجتماعى بپا مىایستم. پس بشنوید و اطاعت کنید و در مقابل امر خداوند پروردگارتان سر تسلیم فرود آورید، چرا که خداوند عز و جل صاحب اختیار شما و معبود شماست، و بعد از خداوند رسولش و پیامبرش که شما را مخاطب قرار داده، و بعد از من على صاحب اختیار شما و امام شما به امر خداوند است، و بعد از او امامت در نسل من از فرزندان اوست تا روزى که خدا و رسولش را ملاقات خواهید کرد.
حلالى نیست مگر آنچه خدا و رسولش و امامان حلال کرده باشند، و حرامى نیست مگر آنچه خدا و رسولش و امامان بر شما حرام کرده باشند. خداوند عز و جل حلال و حرام را به من شناسانده است، و آنچه پروردگارم از کتابش و حلال و حرامش به من آموخته به او سپردهام.
اى مردم، على را فضیلت دهید. هیچ علمى نیست مگر آنکه خداوند آن را در من جمع کرده است و هر علمى را که آموختهام در امام المتقین جمع نمودهام، و هیچ علمى نیست مگر آنکه آن را به على آموختهام. اوست «امام مبین» که خداوند در سوره یس ذکر کرده است: «وَ کُلَّ شَیْىءٍ اَحْصَیْناهُ فى اِمامٍ مُبینٍ»، «و هر چیزى را در امام مبین جمع کردیم».
اى مردم، از على به سوى دیگرى گمراه نشوید، و از او روى برمگردانید و از ولایت او سرباز نزنید. اوست که به حق هدایت نموده و به آن عمل مىکند، و باطل را ابطال نموده و از آن نهى مىنماید، و در راه خدا سرزنش ملامت کنندهاى او را مانع نمىشود.
على اول کسى است که به خدا و رسولش ایمان آورد و هیچکس در ایمانِ به من بر او سبقت نگرفت. اوست که با جان خود در راه رسول خدا فداکارى کرد. اوست که با پیامبر خدا بود در حالى که هیچکس از مردان همراه او خدا را عبادت نمىکرد. اولین مردم در نماز گزاردن، و اول کسى است که با من خدا را عبادت کرد. از طرف خداوند به او امر کردم تا در خوابگاه من بخوابد، او هم در حالى که جانش را فداى من کرده بود در جاى من خوابید.
اى مردم، او را فضیلت دهید که خدا او را فضیلت داده است، و او را قبول کنید که خداوند او را منصوب نموده است.
اى مردم، او از طرف خداوند امام است، و هر کس ولایت او را انکار کند خداوند هرگز توبهاش را نمىپذیرد و او را نمىبخشد. حتمى است بر خداوند که با کسى که با او مخالفت نماید چنین کند و او را به عذابى شدید تا ابدیت و تا آخر روزگار معذب نماید. پس بپرهیزید از اینکه با او مخالفت کنید و گرفتار آتشى شوید که آتشگیره آن مردم و سنگها هستند و براى کافران آماده شده است.
اى مردم، به خدا قسم پیامبران و رسولان پیشین به من بشارت دادهاند، و من به خدا قسم خاتم پیامبران و مرسلین و حجت بر همه مخلوقین از اهل آسمانها و زمینها هستم. هر کس در این مطالب شک کند مانند کفر جاهلیت اول کافر شده است. و هر کس در چیزى از این گفتار من شک کند در همه آنچه بر من نازل شده شک کرده است، و هر کس در یکى از امامان شک کند در همه آنان شک کرده است، و شک کننده درباره ما در آتش است.
اى مردم، خداوند این فضیلت را بر من ارزانى داشته که منّتى از او بر من و احسانى از جانب او به سوى من است. خدایى جز او نیست. حمد و سپاس از من بر او تا ابدیت و تا آخر روزگار و در هر حال.
اى مردم، على را فضیلت دهید که او افضل مردم بعد از من از مرد و زن است تا مادامى که خداوند روزى را نازل مىکند و خلق باقى هستند. ملعون است ملعون است، مورد غضب است مورد غضب است کسى که این گفتار مرا ردّ کند و
با آن موافق نباشد. بدانید که جبرئیل از جانب خداوند این خبر را براى من آورده است و مىگوید: «هر کس با على دشمنى کند و ولایت او را نپذیرد لعنت و غضب من بر او باد». هر کس ببیند براى فردا چه پیش فرستاده است. از خدا بترسید که با على مخالفت کنید و در نتیجه قدمى بعد از ثابت بودن آن بلغزد، خداوند از آنچه انجام مىدهید آگاه است.
اى مردم، على «جنب اللّه» است که خداوند در کتاب عزیزش ذکر کرده و درباره کسى که با او مخالفت کند فرموده است: «اَنْ تَقُولَ نَفْسٌ یا حَسْرَتا عَلى ما فَرَّطْتُ فى جَنْبِ اللّهِ»، «اى حسرت بر آنچه درباره جنب خداوند تفریط و کوتاهى کردم».
اى مردم، قرآن را تدبر نمایید و آیات آن را بفهمید و در محکمات آن نظر کنید و به دنبال متشابه آن نروید. به خدا قسم، باطن آن را براى شما بیان نمىکند و تفسیرش را برایتان روشن نمىکند مگر این شخصى که دست او را مىگیرم و او را به سوى خود بالا مىبرم و بازوى او را مىگیرم و با دستم او را بلند مىکنم و به شما مىفهمانم که: «هر کس من صاحب اختیار اویم این على صاحب اختیار اوست»، و او على بن ابىطالب برادر و جانشین من است، و ولایتِ او از جانب خداوندِ عز و جل است که بر من نازل کرده است.
اى مردم، على و پاکان از فرزندانم از نسل او ثقل اصغرند و قرآن ثقل اکبر است. هر یک از این دو از دیگرى خبر مىدهد و با آن موافق است. آنها از یکدیگر جدا نمىشوند تا بر سر حوض کوثر بر من وارد شوند. بدانید که آنان امینهاى خداوند بین مردم و حاکمان او در زمین هستند.
بدانید که من ادا نمودم، بدانید که من ابلاغ کردم، بدانید که من شنوانیدم، بدانید که من روشن نمودم، بدانید که خداوند فرموده است و من از جانب خداوند عز و جل مىگویم، بدانید که امیرالمؤمنینى جز این برادرم نیست. بدانید که امیرالمؤمنین بودن بعد از من براى احدى جز او حلال نیست.
معرفى و بلند کردن امیرالمؤمنین علیهالسلام به دست پیامبر صلىاللهعلیهوآله سپس پیامبر صلىاللهعلیهوآله دستش را بر بازوى على علیهالسلام زد و آن حضرت را بلند کرد. و این در حالى بود که امیرالمؤمنین علیهالسلام از زمانى که پیامبر صلىاللهعلیهوآله بر فراز منبرآمده بود یک پله پایینتر از مکان حضرت ایستاده بود و نسبت به صورت حضرت به طرف راست مایل بود که گویى هر دو در یک مکان ایستادهاند.
پس پیامبر صلىاللهعلیهوآله با دستش او را بلند کرد و هر دو دست را به سوى آسمان باز نمود و على علیهالسلام را از جا بلند نمود تا حدى که پاى آن حضرت موازى زانوى پیامبر صلىاللهعلیهوآله رسید. سپس فرمود: اى مردم، چه کسى بر شما از خودتان صاحب اختیارتر است؟
گفتند: خدا و رسولش. فرمود: بدانید که هر کس من صاحب اختیار اویم این على صاحب اختیار اوست. خدایا دوست بدار هرکس او را دوست بدارد، و دشمنبدار هر کس او را دشمن بدارد، و یارى کن هر کس او را یارى کند، و خوار کن هر کس او را خوار کند.
اى مردم، این على است برادر من و وصى من و جامع علم من، و جانشین من در امتم بر آنان که به من ایمان آوردهاند، و جانشین من در تفسیر کتاب خداوند عز و جل و دعوت به آن، و عمل کننده به آنچه او را راضى مىکند، و جنگ کننده
با دشمنان خدا و دوستى کننده بر اطاعت او و نهى کننده از معصیت او.
اوست خلیفه رسول خدا، و اوست امیرالمؤمنین و امام هدایت کننده از طرف خداوند، و اوست قاتل ناکثین و قاسطین و مارقین به امر خداوند.
خداوند مىفرماید: «ما یُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَىَّ»، «سخن در پیشگاه من تغییر نمىپذیرد»، پروردگارا، به امر تو مىگویم : «خداوندا دوست بدار هر کس على را دوست بدارد و دشمن بدار هر کس على را دشمن بدارد، و یارى کن هر کس على را یارى کند و خوار کن هر کس على را خوار کند، و لعنت نما هر کس على را انکار کند و غضب نما بر هر کس که حق على را انکار نماید».
پروردگارا، تو هنگام روشن شدن این مطلب و منصوب نمودن على در این روز این آیه را درباره او نازل کردى: «اَلْیَوْمَ اَکْمَلْتُ لَکُمْ دینَکُمْ وَ اَتْمَمْتُ عَلَیْکُمْ نِعْمَتى وَ رَضیتُ لکُمُ الاْءِسْلامَ دینا»: «امروز دین شما را برایتان کامل نمودم و نعمت خود را بر شما تمام کردم و اسلام را به عنوان دین شما راضى شدم»، و فرمودى: «اِنَّ الدّینَ عِنْدَ اللّهِ اْلاِسْلامُ»: «دین نزد خداوند اسلام است»، و فرمودى: «وَ مَنَ یَبْتَغِ غَیْرَ الاْءِسْلامِ دینا فَلَنْ یُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِى الاْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرینَ» : «هر کس دینى غیر از اسلام انتخاب کند هرگز از او قبول نخواهد شد و او در آخرت از زیانکاران خواهد بود». پروردگارا، تو را شاهد مىگیرم که من ابلاغ نمودم.
تأکید بر توجه امت به مسئله امامت
اى مردم، خداوند دین شما را با امامت او کامل نمود، پس هر کس اقتدا نکند به او و به کسانى که جانشین او از فرزندان من و از نسل او هستند تا روز قیامت و روز رفتن به پیشگاه خداوند عز و جل، چنین کسانى اعمالشان در دنیا و آخرت از بین رفته و در آتش دائمى خواهند بود. عذاب از آنان تخفیف نمىیابد و به آنها مهلت داده نمىشود.
اى مردم، این على است که یارى کنندهترین شما نسبت به من و سزاوارترین شما به من و نزدیکترین شما به من و عزیزترین شما نزد من است. خداوند عز و جل و من از او راضى هستیم. هیچ آیه رضایتى در قرآن نازل نشده مگر درباره او، و هیچگاه خداوند مؤمنین را مورد خطاب قرار نداده مگر آنکه ابتدا او مخاطب بوده است، و هیچ آیه مدحى در قرآن نیست مگر درباره او، و خداوند در سوره «هَلْ اَتى عَلَى الاْءِنْسانِ ...» شهادت به بهشت نداده مگر براى او، و این سوره را درباره غیر او نازل نکرده و با این سوره جز او را مدح نکرده است.
اى مردم، او یارى دهنده دین خدا و دفاع کننده از رسول خداست، و اوست با تقواى پاکیزه هدایت کننده هدایت شده. پیامبرتان بهترین پیامبر و وصیّتان بهترین وصى و فرزندان او بهترین اوصیاء هستند.
اى مردم، نسل هر پیامبرى از صلب خود او هستند ولى نسل من از صلب امیرالمؤمنین على است.
اى مردم، شیطان آدم را با حسد از بهشت بیرون کرد. مبادا به على حسد کنید که اعمالتان نابود شود و قدمهایتان بلغزد. آدم به خاطر یک گناه به زمین فرستاده شد در حالى که انتخاب شده خداوند عز و جل بود، پس شما چگونه خواهید بود در حالى که شمایید و در بین شما دشمنان خدا هستند.
بدانید که با على دشمنى نمىکند مگر شقى و با على دوستى نمىکند مگر با تقوى، و به او ایمان نمىآورد مگر مؤمن مخلص. به خدا قسم درباره على نازل شده است سوره «و العصر»: «بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمانِ الرَّحیمِ، وَ الْعَصْرِ، اِنَّ الاْءِنْسانَ لَفى خُسْرٍ»، «قسم به عصر، انسان در زیان است» مگر على که ایمان آورد و به حق و صبر راضى شد.
اى مردم، من خدا را شاهد گرفتم و رسالتم را به شما ابلاغ نمودم، و بر عهده رسول جز ابلاغ روشن چیزى نیست. اى مردم، از خدا بترسید آن گونه که باید ترسید و از دنیا نروید مگر آنکه مسلمان باشید.
اشاره به کارشکنىهاى منافقین
اى مردم، «ایمان آورید به خدا و رسولش و به نورى که همراه او نازل شده است، قبل از آنکه هلاک کنیم وجوهى را و آن صورتها را به پشت برگردانیم یا آنان را مانند اصحاب سبت لعنت کنیم». به خدا قسم، از این آیه قصد نشده است مگر قومى از اصحابم که آنان را به اسم و نسبشان مىشناسم، ولى مأمورم بر آنان پرده پوشى کنم. پس هر کس عمل کند مطابق آنچه در قلبش از حب یا بغض نسبت به على مىیابد.
اى مردم، نور از جانب خداوند عز و جل در من نهاده شده و سپس در على بن ابىطالب و بعد در نسل او تا مهدى قائم، که حق خداوند و هر حقى که براى ما باشد مىگیرد، چرا که خداوند عز و جل ما را بر کوتاهى کنندگان و بر معاندان و مخالفان و خائنان و گناهکاران و ظالمان و غاصبان از همه عالمیان حجت قرار داده است.
اى مردم، شما را مىترسانم و انذار مىنمایم که من رسول خدا هستم، و قبل از من پیامبران بودهاند. آیا اگر من بمیرم یا کشته شوم شما عقبگرد مىنمایید؟ هر کس به عقب برگردد به خدا ضررى نمىرساند، و خداوند به زودى شاکرین و صابرین را پاداش مىدهد. بدانید که على است توصیف شده به صبر و شکر و بعد از او فرزندانم از نسل او چنین اند.
اى مردم، با اسلامتان بر من منت مگذارید، بلکه بر خدا منت نگذارید، که اعمالتان را نابود مىنماید و بر شما غضب مىکند و شما را به شعلهاى از آتش و مس گداخته مبتلا مىکند. پروردگار شما در کمین است.
اى مردم، بعد از من امامانى خواهند بود که به آتش دعوت مىکنند و روز قیامت کمک نمىشوند. اى مردم، خداوند و من از آنان بیزار هستیم. اى مردم، آنان و یارانشان و تابعینشان و پیروانشان در پایینترین درجه آتشاند و چه بد است جاى متکبران. بدانید که آنان «اصحاب صحیفه» هستند، پس هر یک از شما در صحیفه خود نظر کند.
راوى مىگوید: وقتى پیامبر صلىاللهعلیهوآله نام «اصحاب صحیفه» را آورد اکثر مردم منظور حضرت از این کلام رانفهمیدند و برایشان سؤال انگیز شد، و فقط عده کمى مقصود حضرت را فهمیدند.
اى مردم، من امر خلافت را به عنوان امامت و وراثتِ آن در نسل خودم تا روز قیامت به ودیعه مىسپارم، و من رسانیدم آنچه مأمور به ابلاغش بودم تا حجت باشد بر حاضر و غایب و بر همه کسانى که حضور دارند یا ندارند، به دنیا آمدهاند یا نیامدهاند. پس حاضران به غایبان و پدران به فرزندان تا روز قیامت برسانند.
و به زودى امامت را بعد از من به عنوان پادشاهى و با ظلم و زور مىگیرند. خداوند غاصبین و تعدى کنندگان را لعنت کند. و در آن هنگام است ـ اى جن و انس ـ که مىریزد براى شما آنکه باید بریزد و مىفرستد بر شما شعلهاى از آتش و مس گداخته و نمىتوانید آن را از خود دفع کنید.
اى مردم، خداوند عز و جل شما را به حال خود رها نخواهد کرد تا آنکه خبیث را از پاکیزه جدا کند، و خداوند شما را بر غیب مطلع نمىکند.
اى مردم، هیچ سرزمین آبادى نیست مگر آنکه در اثر تکذیبِ (اهل آن آیات الهى را) خداوند قبل از روز قیامت آنان را هلاک خواهد کرد و آن را تحت حکومت امام مهدى خواهد آورد، و خداوند وعده خود را عملى مىنماید.
اى مردم، قبل از شما اکثر پیشینیان هلاک شدند، و خداوند آنها را هلاک نمود و اوست که آیندگان را هلاک خواهد کرد. خداى تعالى مىفرماید: «اَلَمْنُهْلِکِ الاَْوَّلینَ...»، «آیا ماپیشینیان را هلاک نکردیم؟ آیا در پى آنان دیگران را نفرستادیم؟ ما با مجرمان چنین مىکنیم. واى بر مکذبین در آن روز».
اى مردم، خداوند مرا امر و نهى نموده است، و من هم به امر الهى على را امر و نهى نمودهام، و علم امر و نهى نزد اوست. پس امر او را گوش دهید تا سلامت بمانید، و او را اطاعت کنید تا هدایت شوید و نهى او را قبول کنید تا در راه درست باشید، و به سوى مقصد و مراد او بروید، و راههاى بیگانه شما را از راه او منحرف نکند.
پیروان اهل بیت علیهمالسلام و دشمنان ایشان
اى مردم، من راه مستقیم خداوند هستم که شما را به پیروى آن امر نموده، و سپس على بعد از من، و سپس فرزندانم از نسل او که امامان هدایتاند، به حق هدایت مىکنند و به یارى حق به عدالت رفتار مىکنند.
«بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ ، الْحَمْدُ للّهِِ رَبِّ الْعالَمینَ ، الرَّحْمنِ الرَّحیمِ ، مالِکِ یَوْمِ الدّینِ ، اِیّاکَ نَعْبُدُ وَ اِیّاکَ نَسْتَعینُ ، اِهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقیمَ ، صِراطَ الَّذینَ اَنْعَمْتَ عَلَیْهِمْ غَیْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَیْهِمْ وَ لاَ الضّالّینَ». این سوره درباره من نازل شده، و به خدا قسم درباره امامان نازل شده است. به طور عموم شامل آنان است و به طور خاص درباره آنان است. ایشان دوستان خدایند که ترسى بر آنان نیست و محزون نمىشوند، بدانید که حزب خداوند غالب هستند.
بدانید که دشمنان ایشان سفهاء گمراه و برادران شیاطیناند که اباطیل را از روى غرور به یکدیگر مىرسانند.
بدانید که دوستان اهل بیت کسانىاند که خداوند در کتابش آنان را یاد کرده و فرموده است: «لا تَجِدُ قَوْما یُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَ الْیَوْمِ الاْآخِرِ یُوادُّونَ مَنْ حادَّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ...» : «نمىیابى قومى را که به خدا و روز قیامت ایمان آورده باشند، و در عین حال با کسانى که با خدا و رسولش ضدّیت دارند روى دوستى داشته باشند، اگر چه پدرانشان یا فرزندانشان یا برادرانشان یا فامیلشان باشند. آناناند که ایمان در قلوبشان نوشته شده و خداوند آنان را با روحى از خود تأیید فرموده و ایشان را به بهشتى وارد مىکند که از پایین آن نهرها جارى است و در آن دائمى خواهند بود. خدا از آنان راضى است و آنان از خدا راضى هستند. آنان حزب خداوند هستند. بدانید که حزب خدا رستگارند».
بدانید که دوستان اهل بیت کسانىاند که خداوند عزو جل آنان را توصیف کرده و فرموده است: «الَّذینَ آمَنُوا وَلَمْ یَلْبَسُوا ایمانَهُمْ بِظُلْمٍ ... »: «کسانى که ایمان آوردهاند و ایمانشان را با ظلم نپوشاندهاند، آناناند که برایشان امان است و آنان هدایت یافتگاناند».
بدانید که دوستان ایشان کسانىاند که ایمان آوردهاند و به شک نیفتادهاند.
بدانید که دوستان ایشان کسانىاند که با سلامتى و در حال امن وارد بهشت مىشوند، و ملائکه با سلام به ملاقات آنان مىآیند و مىگویند: «سلام بر شما، پاکیزه شدید، پس براى همیشه داخل بهشت شوید».
بدانید که دوستان ایشان کسانى هستند که بهشت براى آنان است و در آن بدون حساب روزى داده مىشوند.
بدانید که دشمنان اهل بیت کسانىاند که به شعلههاى آتش وارد مىشوند. بدانید که دشمنان ایشان کسانىاند که از جهنم در حالى که مىجوشد صداى وحشتناکى مىشنوند و شعله کشیدن آن را مىبینند.
بدانید که دشمنان ایشان کسانىاند که خداوند درباره آنان فرموده است: «کُلَّما دَخَلَتْ اُمَّةٌ لَعَنَتْ اُخْتَها ...» : «هر گروهى که داخل جهنم مىشوند همتاى خود را لعنت مىکنند، تا آنکه همه آنان در آنجا به یکدیگر بپیوندند آخرین آنان با اشاره به اولین آنان مىگویند: پروردگارا، اینان ما را گمراه کردند؛ پس عذاب دو چندان از آتش به آنان نازل کن. خدا مىفرماید: براى هر دو گروه عذاب مضاعف است ولى شما نمىدانید».
بدانید که دشمنان ایشان کسانىاند که خداوند عز و جل مىفرماید: «کُلَّما اُلْقِىَ فیها فَوْجٌ سَاَلَهُمْ خَزَنَتُها اَلَمْ یَأْتِکُمْ نَذیرٌ...»: «هر گاه گروهى را در جهنم مىاندازند خزانه داران دوزخ از ایشان مىپرسند: آیا ترسانندهاى براى شما نیامد؟
مىگویند: بلى، براى ما نذیر و ترساننده آمد ولى ما او را تکذیب کردیم و گفتیم: خداوند هیچ چیز نازل نکرده است، و شما در گمراهىِ بزرگ هستید. و مىگویند: اگر مىشنیدیم یا فکر مىکردیم در اصحاب آتش نبودیم. به گناه خود اعتراف کردند، پس دور باشند اصحاب آتش».
بدانید که دوستان اهل بیت کسانى هستند که در پنهانى از پروردگارشان مىترسند و براى آنان مغفرت و اجر بزرگ است.
اى مردم، چقدر فاصله است بین شعلههاى آتش و بین اَجر بزرگ!
اى مردم، دشمن ما کسى است که خداوند او را مذمت و لعنت نموده، و دوست ما کسى است که خداوند او را مدح نموده و دوستش بدارد.
اى مردم، بدانید که من نذیر و ترسانندهام و على بشارت دهنده است.
اى مردم، بدانید که من مُنذر و بر حذر دارندهام و على هدایت کننده است. اى مردم، من پیامبرم و على جانشین من است.
اى مردم، بدانید که من پیامبرم و على امام و وصى بعد از من است، و امامان بعد از او فرزندان او هستند. بدانید که من پدر آنانم و آنها از صلب او به وجود مىآیند.
حضرت مهدى عجل اللّه فرجه
بدانید که آخرینِ امامان، مهدى قائم از ماست. اوست غالب بر ادیان، اوست انتقام گیرنده از ظالمین، اوست فاتح قلعهها و منهدم کننده آنها، اوست غالب بر هر قبیلهاى از اهل شرک و هدایت کننده آنان.
بدانید که اوست گیرنده انتقام همه خونهاى اولیاء خدا. اوست یارى دهنده دین خدا.
بدانید که اوست استفاده کننده از دریایى عمیق. اوست که هر صاحب فضیلتى را به قدر فضلش و هر صاحب جهالتى را به قدر جهلش نشانه مىدهد. اوست انتخاب شده و اختیار شده خداوند. اوست وارث هر علمى و احاطه دارنده به هر فهمى.
بدانید که اوست خبر دهنده از پروردگارش، و بالا برنده آیات الهى. اوست هدایت یافته محکم بنیان. اوست که کارها به او سپرده شده است.
اوست که پیشینیان به او بشارت دادهاند، اوست که به عنوان حجت باقى مىماند و بعد از او حجتى نیست. هیچ حقى نیست مگر همراه او، و هیچ نورى نیست مگر نزد او.
بدانید او کسى است که غالبى بر او نیست و کسى بر ضد او کمک نمىشود. اوست ولى خدا در زمین و حکم کننده او بین خلقش و امین او بر نهان و آشکارش.
مطرح کردن بیعت
اى مردم، من برایتان روشن کردم و به شما فهمانیدم، و این على است که بعد از من به شما مىفهماند.
بدانید که من بعد از پایان خطابهام شما را به دست دادن با من به عنوان بیعـت با او و اقرار به او، و بعـد از من به دست دادن با خود او فرا مىخوانم.
بدانید که من با خدا بیعت کردهام و على با من بیعت کرده است، و من از جانب خداوند براى او از شما بیعت مىگیرم. «اِنَّ الَّذینَ یُبایِعُونَکَ اِنَّما یُبایِعُونَ اللّهَ...»: «کسانى که با تو بیعت مىکنند در واقع با خدا بیعت مىکنند، دست خداوند بر روى دست آنان است. پس هر کس بیعت را بشکند بر ضرر خود اوست، و هر کس به آنچه با خدا عهد بسته وفادار باشد خداوند به او اجر عظیمى عنایت خواهد کرد».
حلال و حرام، واجبات و محرمات
اى مردم، حج و عمره از شعائر الهى هستند، «فَمَنْ حَجَّ الْبَیْتَ اَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَیْهِ اَنْ یَطَّوَّفَ بِهِما ...» : «هر کس به خانه خدا به عنوان حج یا عمره بیاید براى او اشکالى نیست که بر صفا و مروه بسیار طواف کند، و هر کس کار خیرى را بدون چشم داشتى انجام دهد خداوند سپاسگزار داناست».
اى مردم، به حج خانه خدا بروید. هیچ خاندانى به خانه خدا وارد نمىشوند مگر آنکه مستغنى مىگردند و شاد مىشوند، و هیچ خاندانى آن را ترک نمىکنند مگر آنکه منقطع مىشوند و فقیر مىگردند.
اى مردم، هیچ مؤمنى در موقف (عرفات، مشعر، منى) وقوف نمىکند مگر آنکه خداوند گناهان گذشته او را تا آن وقت مىآمرزد، و هر گاه که حجش پایان یافت اعمالش را از سر مىگیرد.
اى مردم، حاجیان کمک مىشوند و آنچه خرج مىکنند به آنان باز مىگردد، و خداوند جزاى محسنین را ضایع نمىنماید.
اى مردم، با دین کامل و با تَفَقُّه و فهم به حج خانه خدا بروید و از آن مشاهد مشرفه جز با توبه و دست کشیدن از گناه بر مگردید.
اى مردم، نماز را بپا دارید و زکات را بپردازید همانطور که خداوند عز و جل به شما فرمان داده است و اگر زمان طویلى بر شما گذشت و کوتاهى نمودید یا فراموش کردید، على صاحب اختیار شماست و براى شما بیان مىکند، او که خداوند عز و جل بعد از من به عنوان امین بر خلقش او را منصوب نموده است. او از من است و من از اویم.
او و آنان که از نسل مناند از آنچه سؤال کنید به شما خبر مىدهند و آنچه را نمىدانید براى شما بیان مىکنند.
بدانید که حلال و حرام بیش از آن است که من همه آنها را بشمارم و معرفى کنم و بتوانم در یک مجلس به همه حلالها دستور دهم و از همه حرامها نهى کنم. پس مأمورم که از شما بیعت بگیرم و با شما دست بدهم بر اینکه قبول کنید آنچه از طرف خداوند عز و جل درباره امیر المؤمنین على و جانشینان بعد از او آوردهام که آنان از نسل من و اویند، و آن موضوع امامتى است که فقط در آنها بپا خواهد بود، و آخر ایشان مهدى است تا روزى که خداى مدبِّرِ قضا و قدر را ملاقات کند.
اى مردم، هر حلالى که شما را بدان راهنمایى کردم و هر حرامى که شما را از آن نهى نمودم، هرگز از آنها بر نگشتهام و تغییر ندادهام. این مطلب را به یاد داشته باشید و آن را حفظ کنید و به یکدیگر سفارش کنید، و آن را تبدیل نکنید و تغییر ندهید.
من سخن خود را تکرار مىکنم: نماز را بپا دارید و زکات را بپردازید و به کار نیک امر کنید و از منکرات نهى نمایید.
بدانید که بالاترین امر به معروف آن است که سخن مرا بفهمید و آن را به کسانى که حاضر نیستند برسانید و او را از طرف من به قبولش امر کنید و از مخالفتش نهى نمایید، چرا که این دستورى از جانب خداوند عز و جل و از نزد من است، و هیچ امر به معروف و نهى از منکرى نمىشود مگر با امام معصوم.
اى مردم، قرآن به شما مىشناساند که امامان بعد از على فرزندان او هستند و من هم به شما شناساندم که آنان از نسل من و از نسل اویند. آنجا که خداوند در کتابش مىفرماید: «وَ جَعَلَها کَلِمَةً باقِیَةً فى عَقِبِهِ»، «آن امامت را به عنوان کلمه باقى در نسل او قرار داد»، و من نیز به شما گفتم: «اگر به آن دو (قرآن و اهل بیت) تمسک کنید هرگز گمراه نمىشوید».
اى مردم، تقوى را، تقوى را. از قیامت بر حذر باشید همانگونه که خداى عزوجل فرموده: «اِنَّ زَلْزَلَةَ السّاعَةِ شَیْىءٌ عَظیمٌ»، «زلزله قیامت شیئ عظیمى است».
مرگ و معاد و حساب و ترازوهاى الهى و حسابرسى در پیشگاه رب العالمین و ثواب و عقاب را به یاد آورید. هر کس حسنه با خود بیاورد طبق آن ثواب داده مىشود، و هر کس گناه بیاورد در بهشت او را نصیبى نخواهد بود.
بیعت گرفتن رسمى
اى مردم، شما بیش از آن هستید با یک دست و در یک زمان با من دست دهید، و پروردگارم مرا مأمور کرده است که از زبان شما اقرار بگیرم درباره آنچه منعقد نمودم براى على امیرالمؤمنین و امامانى که بعد از او مىآیند و از نسل من و اویند، چنانکه به شما فهماندم که فرزندان من از صلب اویند.
پس همگى چنین بگویید: «ما شنیدیم و اطاعت مىکنیم و راضى هستیم و سر تسلیم فرود مىآوریم درباره آنچه از جانب پروردگار ما و خودت به ما رساندى درباره امر امامتِ اماممان على امیرالمؤمنین و امامانى که از صلب او به دنیا مىآیند. بر این مطلب با قلبهایمان و با جانمان و با زبانمان و با دستانمان با تو بیعت مىکنیم.
بر این عقیده زندهایم و با آن مىمیریم و روز قیامت با آن محشور مىشویم. تغییر نخواهیم داد و تبدیل نمىکنیم و شک و انکار نمىنماییم و تردید به دل راه نمىدهیم و از این قول بر نمىگردیم و پیمان را نمىشکنیم.
تو ما را به موعظه الهى نصیحت نمودى درباره على امیرالمؤمنین و امامانى که گفتى بعد از او از نسل تو و فرزندان اویند، یعنى حسن و حسین و آنان که خداوند بعد از آن دو منصوب نموده است.
پس براى آنان عهد و پیمان از ما گرفته شد، از قلبهایمان و جانهایمان و زبانهایمان و ضمائرمان و دستهایمان. هر کس توانست با دست بیعت مىنماید و گرنه با زبانش اقرار مىکند. هرگز در پى تغییر این عهد نیستیم و خداوند (در این باره) از نفسهایمان دگرگونى نبیند.
ما این مطالب را از قول تو به نزدیک و دور از فرزندانمان و فامیلمان مىرسانیم، و خدا را بر آن شاهد مىگیریم. خداوند در شاهد بودن کفایت مىکند و تو نیز بر این اقرار ما شاهد هستى».
اى مردم، چه مىگویید؟ خداوند هر صدایى را و پنهانىهاى هر کسى را مىداند. پس هر کس هدایت یافت به نفع خودش است و هر کس گمراه شد به ضرر خودش گمراه شده است، و هر کس بیعت کند با خداوند بیعت مىکند. دست خداوند بر روى دست بیعت کنندگان است.
اى مردم، با خدا بیعت کنید و با من بیعت نمایید و با على امیرالمؤمنین و حسن و حسین و امامان از ایشان در دنیا و آخرت، به عنوان امامتى که در نسل ایشان باقى است بیعت کنید. خداوند بیعت شکنان را هلاک و وفاداران را مورد رحمت قرار مىدهد. و هر کس بیعت را بشکند به ضرر خویش شکسته است، و هر کس به آنچه با خدا پیمان بسته وفا کند خداوند به او اجر عظیمى عنایت مىفرماید.
اى مردم، آنچه به شما گفتم بگویید، و به على به عنوان «امیرالمؤمنین» سلام کنید و بگویید: «شنیدیم و اطاعت کردیم، پروردگارا مغفرت تو را مىخواهیم و بازگشت به سوى توست». و بگویید: «اَلْحَمْدُ للّهِِ الَّذى هَدانا لِهذا وَ ما کُنّا لِنَهْتَدِىَ لَوْ لا اَنْ هَدانَا اللّهُ ...» : «حمد و سپاس خداى را که ما را به این راه هدایت کرد، و اگر خداوند هدایت نمىکرد ما هدایت نمىشدیم. فرستادگان پروردگارمان به حق آمدهاند».
اى مردم، فضایل على بن ابىطالب نزد خداوند ـ که در قرآن آن را نازل کرده ـ بیش از آن است که همه را در یک مجلس بشمارم. پس هر کس درباره آنها به شما خبر داد و معرفت آن را داشت او را تصدیق کنید.
اى مردم، هر کس خدا و رسولش و على و امامانى را که ذکر کردم اطاعت کند به رستگارى بزرگ دست یافته است.
اى مردم، کسانى که براى بیعت با او و قبول ولایت او و سلام کردن به عنوان «امیرالمؤمنین» با او، سبقت بگیرند آنان رستگارانند و در باغهاى نعمت خواهند بود.
اى مردم، سخنى بگویید که به خاطر آن خداوند از شما راضى شود، و اگر شما و همه کسانى که در زمین هستند کافر شوند به خدا ضررى نمىرسانند.
خدایا، به خاطر آنچه ادا کردم و امر نمودم مؤمنین را بیامرز، و بر منکرین که کافرند غضب نما، و حمد و سپاس مخصوص خداوند عالم است.
وَأُقِرُّلَهُ عَلی نَفْسی بِالْعُبُودِیَّةِ وَ أَشْهَدُ لَهُ بِالرُّبُوبِیَّةِ، وَأُؤَدّی ما أَوْحی بِهِ إِلَی حَذَراً مِنْ أَنْ لا أَفْعَلَ فَتَحِلَّ بی مِنْهُ قارِعَةٌ لایَدْفَعُها عَنّی أَحَدٌ وَإِنْ عَظُمَتْ حیلَتُهُ وَصَفَتْ خُلَّتُهُ
- لاإِلاهَ إِلاَّهُوَ - لاَِنَّهُ قَدْأَعْلَمَنی أَنِّی إِنْ لَمْ أُبَلِّغْ ما أَنْزَلَ إِلَی (فی حَقِّ عَلِی) فَما بَلَّغْتُ رِسالَتَهُ، وَقَدْ ضَمِنَ لی تَبارَکَ وَتَعالَی الْعِصْمَةَ (مِنَ النّاسِ) وَ هُوَالله الْکافِی الْکَریمُ.
فَأَوْحی إِلَی: (بِسْمِ الله الرَّحْمانِ الرَّحیمِ، یا أَیُهَاالرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَیْکَ مِنْ رَبِّکَ - فی عَلِی یَعْنی فِی الْخِلاَفَةِ لِعَلِی بْنِ أَبی طالِبٍ - وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَالله یَعْصِمُکَ مِنَ النّاسِ).
مَعاشِرَالنّاسِ، ما قَصَّرْتُ فی تَبْلیغِ ما أَنْزَلَ الله تَعالی إِلَی، وَ أَنَا أُبَیِّنُ لَکُمْ سَبَبَ هذِهِ الْآیَةِ: إِنَّ جَبْرئیلَ هَبَطَ إِلَی مِراراً ثَلاثاً یَأْمُرُنی عَنِ السَّلامِ رَبّی - وَ هُوالسَّلامُ - أَنْ أَقُومَ فی هذَا الْمَشْهَدِ فَأُعْلِمَ کُلَّ أَبْیَضَ وَأَسْوَدَ: أَنَّ عَلِی بْنَ أَبی طالِبٍ أَخی وَ وَصِیّی وَ خَلیفَتی (عَلی أُمَّتی) وَالْإِمامُ مِنْ بَعْدی، الَّذی مَحَلُّهُ مِنّی مَحَلُّ هارُونَ مِنْ مُوسی إِلاَّ أَنَّهُ لانَبِی بَعْدی وَهُوَ وَلِیُّکُمْ بَعْدَالله وَ رَسُولِهِ.
وَقَدْ أَنْزَلَ الله تَبارَکَ وَ تَعالی عَلَی بِذالِکَ آیَةً مِنْ کِتابِهِ (هِی): (إِنَّما وَلِیُّکُمُ الله وَ رَسُولُهُ وَالَّذینَ آمَنُواالَّذینَ یُقیمُونَ الصَّلاةَ وَیُؤْتونَ الزَّکاةَ وَ هُمْ راکِعُونَ)، وَ عَلِی بْنُ أَبی طالِبٍ الَّذی أَقامَ الصَّلاةَ وَ آتَی الزَّکاةَ وَهُوَ راکِعٌ یُریدُالله عَزَّوَجَلَّ فی کُلِّ حالٍ.
وَسَأَلْتُ جَبْرَئیلَ أَنْ یَسْتَعْفِی لِی (السَّلامَ) عَنْ تَبْلیغِ ذالِکَ إِلیْکُمْ - أَیُّهَاالنّاسُ - لِعِلْمی بِقِلَّةِ الْمُتَّقینَ وَکَثْرَةِ الْمُنافِقینَ وَإِدغالِ اللّائمینَ وَ حِیَلِ الْمُسْتَهْزِئینَ بِالْإِسْلامِ، الَّذینَ وَصَفَهُمُ الله فی کِتابِهِ بِأَنَّهُمْ یَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مالَیْسَ فی قُلوبِهِمْ، وَیَحْسَبُونَهُ هَیِّناً وَ هُوَ عِنْدَالله عَظیمٌ.
وَکَثْرَةِ أَذاهُمْ لی غَیْرَ مَرَّةٍ حَتّی سَمَّونی أُذُناً وَ زَعَمُوا أَنِّی کَذالِکَ لِکَثْرَةِ مُلازَمَتِهِ إِیّی وَ إِقْبالی عَلَیْهِ (وَ هَواهُ وَ قَبُولِهِ مِنِّی) حَتّی أَنْزَلَ الله عَزَّوَجَلَّ فی ذالِکَ (وَ مِنْهُمُ الَّذینَ یُؤْذونَ النَّبِی وَ یَقولونَ هُوَ أُذُنٌ، قُلْ أُذُنُ - (عَلَی الَّذینَ یَزْعُمونَ أَنَّهُ أُذُنٌ) - خَیْرٍ لَکُمْ، یُؤْمِنُ بِالله وَ یُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنینَ) الآیَةُ.
وَلَوْشِئْتُ أَنْ أُسَمِّی الْقائلینَ بِذالِکَ بِأَسْمائهِمْ لَسَمَّیْتُ وَأَنْ أُوْمِئَ إِلَیْهِمْ بِأَعْیانِهِمْ لَأَوْمَأْتُ وَأَنْ أَدُلَّ عَلَیْهِمُ لَدَلَلْتُ، وَلکِنِّی وَالله فی أُمورِهمْ قَدْ تَکَرَّمْتُ. وَکُلُّ ذالِکَ لایَرْضَی الله مِنّی إِلاّ أَنْ أُبَلِّغَ ما أَنْزَلَ الله إِلَی (فی حَقِّ عَلِی)، ثُمَّ تلا: (یا أَیُّهَاالرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَیْکَ مِنْ رَبِّکَ - فی حَقِّ عَلِی - وَ انْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَالله یَعْصِمُکَ مِنَ النّاسِ).
فَاعْلَمُوا مَعاشِرَ النّاسِ (ذالِکَ فیهِ وَافْهَموهُ وَاعْلَمُوا) أَنَّ الله قَدْ نَصَبَهُ لَکُمْ وَلِیّاً وَإِماماً فَرَضَ طاعَتَهُ عَلَی الْمُهاجِرینَ وَالْأَنْصارِ وَ عَلَی التّابِعینَ لَهُمْ بِإِحْسانٍ، وَ عَلَی الْبادی وَالْحاضِرِ، وَ عَلَی الْعَجَمِی وَالْعَرَبی، وَالْحُرِّ وَالْمَمْلوکِ وَالصَّغیرِ وَالْکَبیرِ، وَ عَلَی الْأَبْیَضِ وَالأَسْوَدِ، وَ عَلی کُلِّ مُوَحِّدٍ.
ماضٍ حُکْمُهُ، جازٍ قَوْلُهُ، نافِذٌ أَمْرُهُ، مَلْعونٌ مَنْ خالَفَهُ، مَرْحومٌ مَنْ تَبِعَهُ وَ صَدَّقَهُ، فَقَدْ غَفَرَالله لَهُ وَلِمَنْ سَمِعَ مِنْهُ وَ أَطاعَ لَهُ.
مَعاشِرَالنّاسِ، إِنَّهُ آخِرُ مَقامٍ أَقُومُهُ فی هذا الْمَشْهَدِ، فَاسْمَعوا وَ أَطیعوا وَانْقادوا لاَِمْرِ(الله) رَبِّکُمْ، فَإِنَّ الله عَزَّوَجَلَّ هُوَ مَوْلاکُمْ وَإِلاهُکُمْ، ثُمَّ مِنْ دونِهِ رَسولُهُ وَنَبِیُهُ الُْمخاطِبُ لَکُمْ، ثُمَّ مِنْ بَعْدی عَلی وَلِیُّکُمْ وَ إِمامُکُمْ بِأَمْرِالله رَبِّکُمْ، ثُمَّ الْإِمامَةُ فی ذُرِّیَّتی مِنْ وُلْدِهِ إِلی یَوْمٍ تَلْقَوْنَ الله وَرَسولَهُ.
لاحَلالَ إِلاّ ما أَحَلَّهُ الله وَ رَسُولُهُ وَهُمْ، وَلاحَرامَ إِلاّ ما حَرَّمَهُ الله (عَلَیْکُمْ) وَ رَسُولُهُ وَ هُمْ، وَالله عَزَّوَجَلَّ عَرَّفَنِی الْحَلالَ وَالْحَرامَ وَأَنَا أَفْضَیْتُ بِما عَلَّمَنی رَبِّی مِنْ کِتابِهِ وَحَلالِهِ وَ حَرامِهِ إِلَیْهِ.
مَعاشِرَالنّاسِ، علی (فَضِّلُوهُ). مامِنْ عِلْمٍ إِلاَّ وَقَدْ أَحْصاهُ الله فِی، وَ کُلُّ عِلْمٍ عُلِّمْتُ فَقَدْ أَحْصَیْتُهُ فی إِمامِ الْمُتَّقینَ، وَما مِنْ عِلْمٍ إِلاّ وَقَدْ عَلَّمْتُهُ عَلِیّاً، وَ هُوَ الْإِمامُ الْمُبینُ (الَّذی ذَکَرَهُ الله فی سُورَةِ یس: (وَ کُلَّ شَیءٍ أَحْصَیْناهُ فی إِمامٍ مُبینٍ).
مَعاشِرَالنَّاسِ، لاتَضِلُّوا عَنْهُ وَلاتَنْفِرُوا مِنْهُ، وَلاتَسْتَنْکِفُوا عَنْ وِلایَتِهِ، فَهُوَالَّذی یَهدی إِلَی الْحَقِّ وَیَعْمَلُ بِهِ، وَیُزْهِقُ الْباطِلَ وَیَنْهی عَنْهُ، وَلاتَأْخُذُهُ فِی الله لَوْمَةُ لائِمٍ. أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِالله وَ رَسُولِهِ (لَمْ یَسْبِقْهُ إِلَی الْایمانِ بی أَحَدٌ)، وَالَّذی فَدی رَسُولَ الله بِنَفْسِهِ، وَالَّذی کانَ مَعَ رَسُولِ الله وَلا أَحَدَ یَعْبُدُالله مَعَ رَسُولِهِ مِنَ الرِّجالِ غَیْرُهُ.
(أَوَّلُ النّاسِ صَلاةً وَ أَوَّلُ مَنْ عَبَدَالله مَعی. أَمَرْتُهُ عَنِ الله أَنْ یَنامَ فی مَضْجَعی، فَفَعَلَ فادِیاً لی بِنَفْسِهِ).
مَعاشِرَالنّاسِ، فَضِّلُوهُ فَقَدْ فَضَّلَهُ الله، وَاقْبَلُوهُ فَقَدْ نَصَبَهُ الله.
مَعاشِرَالنّاسِ، إِنَّهُ إِمامٌ مِنَ الله، وَلَنْ یَتُوبَ الله عَلی أَحَدٍ أَنْکَرَ وِلایَتَهُ وَلَنْ یَغْفِرَ لَهُ، حَتْماً عَلَی الله أَنْ یَفْعَلَ ذالِکَ بِمَنْ خالَفَ أَمْرَهُ وَأَنْ یُعَذِّبَهُ عَذاباً نُکْراً أَبَدَا الْآبادِ وَ دَهْرَ الدُّهورِ. فَاحْذَرُوا أَنْ تُخالِفوهُ. فَتَصْلُوا ناراً وَقودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْکافِرینَ.
مَعاشِرَالنّاسِ، بی - وَالله - بَشَّرَالْأَوَّلُونَ مِنَ النَّبِیِّینَ وَالْمُرْسَلینَ، وَأَنَا - (وَالله) - خاتَمُ الْأَنْبِیاءِ وَالْمُرْسَلینَ والْحُجَّةُ عَلی جَمیعِ الَْمخْلوقینَ مِنْ أَهْلِ السَّماواتِ وَالْأَرَضینَ. فَمَنْ شَکَّ فی ذالِکَ فَقَدْ کَفَرَ کُفْرَ الْجاهِلِیَّةِ الْأُولی وَ مَنْ شَکَّ فی شَیءٍ مِنْ قَوْلی هذا فَقَدْ شَکَّ فی کُلِّ ما أُنْزِلَ إِلَی، وَمَنْ شَکَّ فی واحِدٍ مِنَ الْأَئمَّةِ فَقَدْ شَکَّ فِی الْکُلِّ مِنْهُمْ، وَالشَاکُّ فینا فِی النّارِ.
مَعاشِرَالنّاسِ، حَبانِی الله عَزَّوَجَلَّ بِهذِهِ الْفَضیلَةِ مَنّاً مِنْهُ عَلَی وَ إِحْساناً مِنْهُ إِلَی وَلا إِلاهَ إِلاّهُوَ، أَلا لَهُ الْحَمْدُ مِنِّی أَبَدَ الْآبِدینَ وَدَهْرَالدّاهِرینَ وَ عَلی کُلِّ حالٍ.
مَعاشِرَالنّاسِ، فَضِّلُوا عَلِیّاً فَإِنَّهُ أَفْضَلُ النَّاسِ بَعْدی مِنْ ذَکَرٍ و أُنْثی ما أَنْزَلَ الله الرِّزْقَ وَبَقِی الْخَلْقُ.
مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ، مَغْضُوبٌ مَغْضُوبٌ مَنْ رَدَّ عَلَی قَوْلی هذا وَلَمْ یُوافِقْهُ.
أَلا إِنَّ جَبْرئیلَ خَبَّرنی عَنِ الله تَعالی بِذالِکَ وَیَقُولُ: «مَنْ عادی عَلِیّاً وَلَمْ یَتَوَلَّهُ فَعَلَیْهِ لَعْنَتی وَ غَضَبی»، (وَ لْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوالله - أَنْ تُخالِفُوهُ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِها - إِنَّ الله خَبیرٌ بِما تَعْمَلُونَ).
مَعاشِرَ النَّاسِ، إِنَّهُ جَنْبُ الله الَّذی ذَکَرَ فی کِتابِهِ العَزیزِ، فَقالَ تعالی (مُخْبِراً عَمَّنْ یُخالِفُهُ): (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ یا حَسْرَتا عَلی ما فَرَّطْتُ فی جَنْبِ الله).
مَعاشِرَالنّاسِ، تَدَبَّرُوا الْقُرْآنَ وَ افْهَمُوا آیاتِهِ وَانْظُرُوا إِلی مُحْکَماتِهِ وَلاتَتَّبِعوا مُتَشابِهَهُ، فَوَالله لَنْ یُبَیِّنَ لَکُمْ زواجِرَهُ وَلَنْ یُوضِحَ لَکُمْ تَفْسیرَهُ إِلاَّ الَّذی أَنَا آخِذٌ بِیَدِهِ وَمُصْعِدُهُ إِلی وَشائلٌ بِعَضُدِهِ (وَ رافِعُهُ بِیَدَی) وَ مُعْلِمُکُمْ: أَنَّ مَنْ کُنْتُ مَوْلاهُ فَهذا عَلِی مَوْلاهُ، وَ هُوَ عَلِی بْنُ أَبی طالِبٍ أَخی وَ وَصِیّی، وَ مُوالاتُهُ مِنَ الله عَزَّوَجَلَّ أَنْزَلَها عَلَی.
مَعاشِرَالنّاسِ، إِنَّ عَلِیّاً وَالطَّیِّبینَ مِنْ وُلْدی (مِنْ صُلْبِهِ) هُمُ الثِّقْلُ الْأَصْغَرُ، وَالْقُرْآنُ الثِّقْلُ الْأَکْبَرُ، فَکُلُّ واحِدٍ مِنْهُما مُنْبِئٌ عَنْ صاحِبِهِ وَ مُوافِقٌ لَهُ، لَنْ یَفْتَرِقا حَتّی یَرِدا عَلَی الْحَوْضَ.
أَلا إِنَّهُمْ أُمَناءُ الله فی خَلْقِهِ وَ حُکّامُهُ فی أَرْضِهِ. أَلاوَقَدْ أَدَّیْتُ.
أَلا وَقَدْ بَلَّغْتُ، أَلاوَقَدْ أَسْمَعْتُ، أَلاوَقَدْ أَوْضَحْتُ، أَلا وَ إِنَّ الله عَزَّوَجَلَّ قالَ وَ أَنَا قُلْتُ عَنِ الله عَزَّوَجَلَّ، أَلاإِنَّهُ لا «أَمیرَالْمُؤْمِنینَ» غَیْرَ أَخی هذا، أَلا لاتَحِلُّ إِمْرَةُ الْمُؤْمِنینَ بَعْدی لاَِحَدٍ غَیْرِهِ.
ثم قال: «ایهاالنَّاسُ، مَنْ اَوْلی بِکُمْ مِنْ اَنْفُسِکُمْ؟ قالوا: الله و رَسُولُهُ. فَقالَ: اَلا من کُنْتُ مَوْلاهُ فَهذا عَلی مَوْلاهُ، اللهمَّ والِ مَنْ والاهُ و عادِ مَنْ عاداهُ وَانْصُرْمَنْ نَصَرَهُ واخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ.
مَعاشِرَالنّاسِ، هذا عَلِی أخی وَ وَصیی وَ واعی عِلْمی، وَ خَلیفَتی فی اُمَّتی عَلی مَنْ آمَنَ بی وَعَلی تَفْسیرِ کِتابِ الله عَزَّوَجَلَّ وَالدّاعی إِلَیْهِ وَالْعامِلُ بِمایَرْضاهُ وَالُْمحارِبُ لاَِعْدائهِ وَالْمُوالی عَلی طاعَتِهِ وَالنّاهی عَنْ مَعْصِیَتِهِ. إِنَّهُ خَلیفَةُ رَسُولِ الله وَ أَمیرُالْمُؤْمِنینَ وَالْإمامُ الْهادی مِنَ الله، وَ قاتِلُ النّاکِثینَ وَالْقاسِطینَ وَالْمارِقینَ بِأَمْرِالله. یَقُولُ الله: (مایُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَی).
بِأَمْرِکَ یارَبِّ أَقولُ: اَلَّلهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ (وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ) وَالْعَنْ مَنْ أَنْکَرَهُ وَاغْضِبْ عَلی مَنْ جَحَدَ حَقَّهُ.
اللهمَّ إِنَّکَ أَنْزَلْتَ الْآیَةَ فی عَلِی وَلِیِّکَ عِنْدَتَبْیینِ ذالِکَ وَنَصْبِکَ إِیّاهُ لِهذَا الْیَوْمِ: (الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دینَکُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَیْکُمْ نِعْمَتی وَ رَضیتُ لَکُمُ الْإِسْلامَ دیناً)، (وَ مَنْ یَبْتَغِ غَیْرَالْإِسْلامِ دیناً فَلَنْ یُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِی الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرینَ). اللهمَّ إِنِّی أُشْهِدُکَ أَنِّی قَدْ بَلَّغْتُ.
مَعاشِرَالنّاسِ، إِنَّما أَکْمَلَ الله عَزَّوَجَلَّ دینَکُمْ بِإِمامَتِهِ. فَمَنْ لَمْ یَأْتَمَّ بِهِ وَبِمَنْ یَقُومُ مَقامَهُ مِنْ وُلْدی مِنْ صُلْبِهِ إِلی یَوْمِ الْقِیامَةِ وَالْعَرْضِ عَلَی الله عَزَّوَجَلَّ فَأُولئِکَ الَّذینَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ (فِی الدُّنْیا وَالْآخِرَةِ) وَ فِی النّارِهُمْ خالِدُونَ، (لایُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَلاهُمْ یُنْظَرونَ).
مَعاشِرَالنّاسِ، هذا عَلِی، أَنْصَرُکُمْ لی وَأَحَقُّکُمْ بی وَأَقْرَبُکُمْ إِلَی وَأَعَزُّکُمْ عَلَی، وَالله عَزَّوَجَلَّ وَأَنَاعَنْهُ راضِیانِ. وَ مانَزَلَتْ آیَةُ رِضاً (فی الْقُرْآنِ) إِلاّ فیهِ، وَلا خاطَبَ الله الَّذینَ آمَنُوا إِلاّبَدَأ بِهِ، وَلانَزَلَتْ آیَةُ مَدْحٍ فِی الْقُرْآنِ إِلاّ فیهِ، وَلاشَهِدَ الله بِالْجَنَّةِ فی (هَلْ أَتی عَلَی الْاِنْسانِ) إِلاّلَهُ، وَلا أَنْزَلَها فی سِواهُ وَلامَدَحَ بِها غَیْرَهُ.
مَعاشِرَالنّاسِ، هُوَ ناصِرُ دینِ الله وَالُْمجادِلُ عَنْ رَسُولِ الله، وَ هُوَالتَّقِی النَّقِی الْهادِی الْمَهْدِی. نَبِیُّکُمْ خَیْرُ نَبی وَ وَصِیُّکُمْ خَیْرُ وَصِی (وَبَنُوهُ خَیْرُالْأَوْصِیاءِ).
مَعاشِرَالنّاسِ، ذُرِّیَّةُ کُلِّ نَبِی مِنْ صُلْبِهِ، وَ ذُرِّیَّتی مِنْ صُلْبِ (أَمیرِالْمُؤْمِنینَ) عَلِی.
مَعاشِرَ النّاسِ، إِنَّ إِبْلیسَ أَخْرَجَ آدَمَ مِنَ الْجَنَّةِ بِالْحَسَدِ، فَلاتَحْسُدُوهُ فَتَحْبِطَ أَعْمالُکُمْ وَتَزِلَّ أَقْدامُکُمْ، فَإِنَّ آدَمَ أُهْبِطَ إِلَی الْأَرضِ بِخَطیئَةٍ واحِدَةٍ، وَهُوَ صَفْوَةُالله عَزَّوَجَلَّ، وَکَیْفَ بِکُمْ وَأَنْتُمْ أَنْتُمْ وَ مِنْکُمْ أَعْداءُالله،
أَلا وَ إِنَّهُ لایُبْغِضُ عَلِیّاً إِلاّشَقِی، وَ لایُوالی عَلِیّاً إِلاَّ تَقِی، وَ لایُؤْمِنُ بِهِ إِلاّ مُؤْمِنٌ مُخْلِصٌ.
وَ فی عَلِی - وَالله - نَزَلَتْ سُورَةُ الْعَصْر: (بِسْمِ الله الرَّحْمانِ الرَّحیمِ، وَالْعَصْرِ، إِنَّ الْإِنْسانَ لَفی خُسْرٍ) (إِلاّ عَلیّاً الّذی آمَنَ وَ رَضِی بِالْحَقِّ وَالصَّبْرِ).
مَعاشِرَالنّاسِ، قَدِ اسْتَشْهَدْتُ الله وَبَلَّغْتُکُمْ رِسالَتی وَ ما عَلَی الرَّسُولِ إِلاَّالْبَلاغُ الْمُبینُ.
مَعاشِرَالنّاسِ، (إتَّقُوالله حَقَّ تُقاتِهِ وَلاتَموتُنَّ إِلاّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ).
مَعاشِرَالنّاسِ، (آمِنُوا بِالله وَ رَسُولِهِ وَالنَّورِ الَّذی أُنْزِلَ مَعَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّها عَلی أَدْبارِها أَوْ نَلْعَنَهُمْ کَما لَعَنَّا أَصْحابَ السَّبْتِ). (بالله ما عَنی بِهذِهِ الْآیَةِ إِلاَّ قَوْماً مِنْ أَصْحابی أَعْرِفُهُمْ بِأَسْمائِهِمْ وَأَنْسابِهِمْ، وَقَدْ أُمِرْتُ بِالصَّفْحِ عَنْهُمْ فَلْیَعْمَلْ کُلُّ امْرِئٍ عَلی مایَجِدُ لِعَلِی فی قَلْبِهِ مِنَ الْحُبِّ وَالْبُغْضِ).
مَعاشِرَالنّاسِ، النُّورُ مِنَ الله عَزَّوَجَلَّ مَسْلوکٌ فِی ثُمَّ فی عَلِی بْنِ أَبی طالِبٍ، ثُمَّ فِی النَّسْلِ مِنْهُ إِلَی الْقائِمِ الْمَهْدِی الَّذی یَأْخُذُ بِحَقِّ الله وَ بِکُلِّ حَقّ هُوَ لَنا، لاَِنَّ الله عَزَّوَجَلَّ قَدْ جَعَلَنا حُجَّةً عَلَی الْمُقَصِّرینَ وَالْمعُانِدینَ وَالُْمخالِفینَ وَالْخائِنینَ وَالْآثِمینَ وَالّظَالِمینَ وَالْغاصِبینَ مِنْ جَمیعِ الْعالَمینَ.
مَعاشِرَالنّاسِ، أُنْذِرُکُمْ أَنّی رَسُولُ الله قَدْخَلَتْ مِنْ قَبْلِی الرُّسُلُ، أَفَإِنْ مِتُّ أَوْقُتِلْتُ انْقَلَبْتُمْ عَلی أَعْقابِکُمْ؟ وَمَنْ یَنْقَلِبْ عَلی عَقِبَیْهِ فَلَنْهان یَضُرَّالله شَیْئاً وَسَیَجْزِی الله الشّاکِرینَ (الصّابِرینَ). أَلاوَإِنَّ عَلِیّاً هُوَالْمَوْصُوفُ بِالصَّبْرِ وَالشُّکْرِ، ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ وُلْدی مِنْ صُلْبِهِ.
مَعاشِرَالنّاسِ، لاتَمُنُّوا عَلَی بِإِسْلامِکُمْ، بَلْ لاتَمُنُّوا عَلَی الله فَیُحْبِطَ عَمَلَکُمْ وَیَسْخَطَ عَلَیْکُمْ وَ یَبْتَلِیَکُمْ بِشُواظٍ مِنْ نارٍ وَنُحاسٍ، إِنَّ رَبَّکُمْ لَبِا الْمِرْصادِ.
مَعاشِرَالنّاسِ، إِنَّهُ سَیَکُونُ مِنْ بَعْدی أَئمَّةٌ یَدْعُونَ إِلَی النّارِ وَیَوْمَ الْقِیامَةِ لایُنْصَرونَ. مَعاشِرَالنّاسِ، إِنَّ الله وَأَنَا بَریئانِ مِنْهُمْ.
مَعاشِرَالنّاسِ، إِنَّهُمْ وَأَنْصارَهُمْ وَأَتْباعَهُمْ وَأَشْیاعَهُمْ فِی الدَّرْکِ الْأَسْفَلِ مِنَ النّارِ وَلَبِئْسَ مَثْوَی الْمُتَکَبِّرِینَ. أَلا إِنَّهُمْ أَصْحابُ الصَّحیفَةِ، فَلْیَنْظُرْ أَحَدُکُمْ فی صَحیفَتِهِ!!
مَعاشِرَالنّاسِ، إِنِّی أَدَعُها إِمامَةً وَ وِراثَةً (فی عَقِبی إِلی یَوْمِ الْقِیامَةِ)، وَقَدْ بَلَّغْتُ ما أُمِرتُ بِتَبْلیغِهِهان حُجَّةً عَلی کُلِّ حاضِرٍ وَغائبٍ وَ عَلی کُلِّ أَحَدٍ مِمَّنْ شَهِدَ أَوْلَمْ یَشْهَدْ، وُلِدَ أَوْلَمْ یُولَدْ، فَلْیُبَلِّغِ الْحاضِرُ الْغائِبَ وَالْوالِدُ الْوَلَدَ إِلی یَوْمِ الْقِیامَةِ. وَسَیَجْعَلُونَ الْإِمامَةَ بَعْدی مُلْکاً وَ اغْتِصاباً، (أَلا لَعَنَ الله الْغاصِبینَ الْمُغْتَصبینَ)، وَعِنْدَها سَیَفْرُغُ لَکُمْ أَیُّهَا الثَّقَلانِ (مَنْ یَفْرَغُ) وَیُرْسِلُ عَلَیْکُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَنُحاسٌ فَلاتَنْتَصِرانِ.
مَعاشِرَالنّاسِ، إِنَّ الله عَزَّوَجَلَّ لَمْ یَکُنْ لِیَذَرَکُمْ عَلی ما أَنْتُمْ عَلَیْهِ حَتّی یَمیزَالْخَبیثَ مِنَ الطَّیِّبِ، وَ ما کانَ الله لِیُطْلِعَکُمْ عَلَی الْغَیْبِ.
مَعاشِرَالنّاسِ، إِنَّهُ ما مِنْ قَرْیَةٍ إِلاّ وَالله مُهْلِکُها بِتَکْذیبِها قَبْلَ یَوْمِ الْقِیامَةِ وَ مُمَلِّکُهَا الْإِمامَ الْمَهْدِی وَالله مُصَدِّقٌ وَعْدَهُ.
مَعاشِرَالنّاسِ، قَدْ ضَلَّ قَبْلَکُمْ أَکْثَرُالْأَوَّلینَ، وَالله لَقَدْ أَهْلَکَ الْأَوَّلینَ، وَهُوَ مُهْلِکُ الْآخِرینَ.
قالَ الله تَعالی: (أَلَمْ نُهْلِکِ الْأَوَّلینَ، ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرینَ، کذالِکَ نَفْعَلُ بِالُْمجْرِمینَ، وَیْلٌ یَوْمَئِذٍ لِلْمُکَذِّبینَ).
مَعاشِرَالنّاسِ، إِنَّ الله قَدْ أَمَرَنی وَنَهانی، وَقَدْ أَمَرْتُ عَلِیّاً وَنَهَیْتُهُ (بِأَمْرِهِ). فَعِلْمُ الْأَمْرِ وَالنَّهُی لَدَیْهِ، فَاسْمَعُوا لاَِمْرِهِ تَسْلَمُوا وَأَطیعُوهُ تَهْتَدُوا وَانْتَهُوا لِنَهْیِهِ تَرشُدُوا، (وَصیرُوا إِلی مُرادِهِ) وَلا تَتَفَرَّقْ بِکُمُ السُّبُلُ عَنْ سَبیلِهِ.
مَعاشِرَالنّاسِ، أَنَا صِراطُ الله الْمُسْتَقیمُ الَّذی أَمَرَکُمْ بِاتِّباعِهِ، ثُمَّ عَلِی مِنْ بَعْدی. ثُمَّ وُلْدی مِنْ صُلْبِهِ أَئِمَّةُ (الْهُدی)، یَهْدونَ إِلَی الْحَقِّ وَ بِهِ یَعْدِلونَ.
ثُمَّ قَرَأَ: «بِسْمِ الله الرَّحْمانِ الرَّحیمِ الْحَمْدُلِلَّهِ رَبِ الْعالَمینَ...» إِلی آخِرِها،
وَقالَ: فِی نَزَلَتْ وَفیهِمْ (وَالله) نَزَلَتْ، وَلَهُمْ عَمَّتْ وَإِیَّاهُمْ خَصَّتْ، أُولئکَ أَوْلِیاءُالله الَّذینَ لاخَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَلاهُمْ یَحْزَنونَ، أَلا إِنَّ حِزْبَ الله هُمُ الْغالِبُونَ. أَلا إِنَّ أَعْدائَهُمْ هُمُ السُّفَهاءُالْغاوُونَ إِخْوانُ الشَّیاطینِ یوحی بَعْضُهُمْ إِلی بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُروراً. أَلا إِنَّ أَوْلِیائَهُمُ الَّذینَ ذَکَرَهُمُ الله فی کِتابِهِ، فَقالَ عَزَّوَجَلَّ: (لاتَجِدُ قَوْماً یُؤمِنُونَ بِالله وَالْیَوْمِ الْآخِرِ یُوادُّونَ مَنْ حادَّالله وَ رَسُولَهُ وَلَوْکانُوا آبائَهُمْ أَوْأَبْنائَهُمْ أَوْإِخْوانَهُمْ أَوْعَشیرَتَهُمْ، أُولئِکَ کَتَبَ فی قُلوبِهِمُ الْإیمانَ) إِلی آخِرالآیَةِ.
أَلا إِنَّ أَوْلِیائَهُمُ الْمُؤْمِنونَ الَّذینَ وَصَفَهُمُ الله عَزَّوَجَلَّ فَقالَ: (الَّذینَ آمَنُوا وَلَمْ یَلْبِسُوا إیمانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِکَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَ هُمْ مُهْتَدونَ).
(أَلا إِنَّ أَوْلِیائَهُمُ الَّذینَ آمَنُوا وَلَمْ یَرْتابوا).
أَلا إِنَّ أَوْلِیائَهُمُ الَّذینَ یدْخُلونَ الْجَنَّةَ بِسَلامٍ آمِنینَ، تَتَلَقّاهُمُ الْمَلائِکَةُ بِالتَّسْلیمِ یَقُولونَ: سَلامٌ عَلَیْکُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلوها خالِدینَ.
أَلا إِنَّ أَوْلِیائَهُمْ، لَهُمُ الْجَنَّةُ یُرْزَقونَ فیها بِغَیْرِ حِسابٍ. أَلا إِنَّ أَعْدائَهُمُ الَّذینَ یَصْلَونَ سَعیراً.
أَلا إِنَّ أَعْدائَهُمُ الَّذینَ یَسْمَعونَ لِجَهَنَّمَ شَهیقاً وَ هِی تَفورُ وَ یَرَوْنَ لَهازَفیراً.
أَلا إِنَّ أَعْدائَهُمُ الَّذینَ قالَ الله فیهِمْ: (کُلَّما دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَها) الآیة.
أَلا إِنَّ أَعْدائَهُمُ الَّذینَ قالَ الله عَزَّوَجَلَّ: (کُلَّما أُلْقِی فیها فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ یَأتِکُمْ نَذیرٌ، قالوا بَلی قَدْ جاءَنا نَذیرٌ فَکَذَّبْنا وَ قُلنا مانَزَّلَ الله مِنْ شَیءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاّ فی ضَلالٍ کَبیرٍ) إِلی قَوله: (أَلافَسُحْقاً لاَِصْحابِ السَّعیرِ). أَلا إِنَّ أَوْلِیائَهُمُ الَّذینَ یَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَیْبِ، لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ کَبیرٌ.
مَعاشِرَالنَاسِ، شَتّانَ مابَیْنَ السَّعیرِ وَالْأَجْرِ الْکَبیرِ.
(مَعاشِرَالنّاسِ)، عَدُوُّنا مَنْ ذَمَّهُ الله وَلَعَنَهُ، وَ وَلِیُّنا (کُلُّ) مَنْ مَدَحَهُ الله وَ أَحَبَّهُ.
مَعاشِرَ النّاسِ، أَلاوَإِنّی (أَنَا) النَّذیرُ و عَلِی الْبَشیرُ.
(مَعاشِرَالنّاسِ)، أَلا وَ إِنِّی مُنْذِرٌ وَ عَلِی هادٍ.
مَعاشِرَ النّاس (أَلا) وَ إِنّی نَبی وَ عَلِی وَصِیّی.
(مَعاشِرَالنّاسِ، أَلاوَإِنِّی رَسولٌ وَ عَلِی الْإِمامُ وَالْوَصِی مِنْ بَعْدی، وَالْأَئِمَّةُ مِنْ بَعْدِهِ وُلْدُهُ. أَلاوَإِنّی والِدُهُمْ وَهُمْ یَخْرُجونَ مِنْ صُلْبِهِ).
أَلا إِنَّ خاتَمَ الْأَئِمَةِ مِنَّا الْقائِمَ الْمَهْدِی.
أَلا إِنَّهُ الظّاهِرُ عَلَی الدِّینِ.
أَلا إِنَّهُ الْمُنْتَقِمُ مِنَ الظّالِمینَ.
أَلا إِنَّهُ فاتِحُ الْحُصُونِ وَهادِمُها.
أَلا إِنَّهُ غالِبُ کُلِّ قَبیلَةٍ مِنْ أَهْلِ الشِّرْکِ وَهادیها.
أَلاإِنَّهُ الْمُدْرِکُ بِکُلِّ ثارٍ لاَِوْلِیاءِالله.
أَلا إِنَّهُ النّاصِرُ لِدینِ الله.
أَلا إِنَّهُ الْغَرّافُ مِنْ بَحْرٍ عَمیقٍ.
أَلا إِنَّهُ یَسِمُ کُلَّ ذی فَضْلٍ بِفَضْلِهِ وَ کُلَّ ذی جَهْلٍ بِجَهْلِهِ.
أَلا إِنَّهُ خِیَرَةُالله وَ مُخْتارُهُ.
أَلا إِنَّهُ وارِثُ کُلِّ عِلْمٍ وَالُْمحیطُ بِکُلِّ فَهْمٍ.
أَلا إِنَّهُ الُْمخْبِرُ عَنْ رَبِّهِ عَزَّوَجَلَّ وَ الْمُشَیِّدُ لاَِمْرِ آیاتِهِ.
أَلا إِنَّهُ الرَّشیدُ السَّدیدُ.
أَلا إِنَّهُ الْمُفَوَّضُ إِلَیْهِ.
أَلا إِنَّهُ قَدْ بَشَّرَ بِهِ مَنْ سَلَفَ مِنَ الْقُرونِ بَیْنَ یَدَیْهِ.
أَلا إِنَّهُ الْباقی حُجَّةً وَلاحُجَّةَ بَعْدَهُ وَلا حَقَّ إِلاّ مَعَهُ وَلانُورَ إِلاّعِنْدَهُ.
أَلا إِنَّهُ لاغالِبَ لَهُ وَلامَنْصورَ عَلَیْهِ.
أَلاوَإِنَّهُ وَلِی الله فی أَرْضِهِ، وَحَکَمُهُ فی خَلْقِهِ، وَأَمینُهُ فی سِرِّهِ وَ علانِیَتِهِ.
مَعاشِرَالنّاسِ، إِنّی قَدْبَیَّنْتُ لَکُمْ وَأَفْهَمْتُکُمْ، وَ هذا عَلِی یُفْهِمُکُمْ بَعْدی. أَلاوَإِنِّی عِنْدَ انْقِضاءِ خُطْبَتی أَدْعُوکُمْ إِلی مُصافَقَتی عَلی بَیْعَتِهِ وَ الإِقْرارِبِهِ، ثُمَّ مُصافَقَتِهِ بَعْدی. أَلاوَإِنَّی قَدْ بایَعْتُ الله وَ عَلِی قَدْ بایَعَنی. وَأَنَا آخِذُکُمْ بِالْبَیْعَةِ لَهُ عَنِ الله عَزَّوَجَلَّ. (إِنَّ الَّذینَ یُبایِعُونَکَ إِنَّما یُبایِعُونَ الله، یَدُالله فَوْقَ أَیْدیهِمْ. فَمَنْ نَکَثَ فَإِنَّما یَنْکُثُ عَلی نَفْسِهِ، وَ مَنْ أَوْفی بِما عاهَدَ عَلَیْهُ الله فَسَیُؤْتیهِ أَجْراً عَظیماً).
مَعاشِرَالنّاسِ، إِنَّ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ مِنْ شَعائرِالله، (فَمَنْ حَجَّ الْبَیْتَ أَوِاعْتَمَرَ فَلاجُناحَ عَلَیْهِ أَنْ یَطَّوَّفَ بِهِما) الآیَة.
مَعاشِرَالنّاسِ، حُجُّواالْبَیْتَ، فَماوَرَدَهُ أَهْلُ بَیْتٍ إِلاَّ اسْتَغْنَوْا وَ أُبْشِروا، وَلاتَخَلَّفوا عَنْهُ إِلاّبَتَرُوا وَ افْتَقَرُوا.
مَعاشِرَالنّاسِ، ماوَقَفَ بِالْمَوْقِفِ مُؤْمِنٌ إِلاَّغَفَرَالله لَهُ ماسَلَفَ مِنْ ذَنْبِهِ إِلی وَقْتِهِ ذالِکَ، فَإِذا انْقَضَتْ حَجَّتُهُ اسْتَأْنَفَ عَمَلَهُ.
مَعاشِرَالنَّاسِ، الْحُجّاجُ مُعانُونَ وَ نَفَقاتُهُمْ مُخَلَّفَةٌ عَلَیْهِمْ وَالله لایُضیعُ أَجْرَالُْمحْسِنینَ.
مَعاشِرَالنّاسِ، حُجُّوا الْبَیْتَ بِکَمالِ الدّینِ وَالتَّفَقُّهِ، وَلاتَنْصَرِفُوا عَنِ الْمشَاهِدِإِلاّ بِتَوْبَةٍ وَ إِقْلاعٍ.
مَعاشِرَالنّاسِ، أَقیمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّکاةَ کَما أَمَرَکُمُ الله عَزَّوَجَلَّ، فَإِنْ طالَ عَلَیْکُمُ الْأَمَدُ فَقَصَّرْتُمْ أَوْنَسِیتُمْ فَعَلِی وَلِیُّکُمْ وَمُبَیِّنٌ لَکُمْ، الَّذی نَصَبَهُ الله عَزَّوَجَلَّ لَکُمْ بَعْدی أَمینَ خَلْقِهِ. إِنَّهُ مِنِّی وَ أَنَا مِنْهُ، وَ هُوَ وَ مَنْ تَخْلُفُ مِنْ ذُرِّیَّتی یُخْبِرونَکُمْ بِماتَسْأَلوُنَ عَنْهُ وَیُبَیِّنُونَ لَکُمْ ما لاتَعْلَمُونَ.
أَلا إِنَّ الْحَلالَ وَالْحَرامَ أَکْثَرُمِنْ أَنْ أُحصِیَهُما وَأُعَرِّفَهُما فَآمُرَ بِالْحَلالِ وَ اَنهَی عَنِ الْحَرامِ فی مَقامٍ واحِدٍ، فَأُمِرْتُ أَنْ آخُذَ الْبَیْعَةَ مِنْکُمْ وَالصَّفْقَةَ لَکُمْ بِقَبُولِ ماجِئْتُ بِهِ عَنِ الله عَزَّوَجَلَّ فی عَلِی أمیرِالْمُؤْمِنینَ وَالأَوْصِیاءِ مِنْ بَعْدِهِ الَّذینَ هُمْ مِنِّی وَمِنْهُ إمامَةٌ فیهِمْ قائِمَةٌ، خاتِمُها الْمَهْدی إِلی یَوْمٍ یَلْقَی الله الَّذی یُقَدِّرُ وَ یَقْضی.
مَعاشِرَالنّاسِ، وَ کُلُّ حَلالٍ دَلَلْتُکُمْ عَلَیْهِ وَکُلُّ حَرامٍ نَهَیْتُکُمْ عَنْهُ فَإِنِّی لَمْ أَرْجِعْ عَنْ ذالِکَ وَ لَمْ أُبَدِّلْ. أَلا فَاذْکُرُوا ذالِکَ وَاحْفَظُوهُ وَ تَواصَوْابِهِ، وَلا تُبَدِّلُوهُ وَلاتُغَیِّرُوهُ. أَلا وَ إِنِّی اُجَدِّدُالْقَوْلَ: أَلا فَأَقیمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّکاةَ وَأْمُرُوا بِالْمَعْروفِ وَانْهَوْا عَنِ الْمُنْکَرِ.
أَلاوَإِنَّ رَأْسَ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ أَنْ تَنْتَهُوا إِلی قَوْلی وَتُبَلِّغُوهُ مَنْ لَمْ یَحْضُرْ وَ تَأْمُروُهُ بِقَبُولِهِ عَنِّی وَتَنْهَوْهُ عَنْ مُخالَفَتِهِ، فَإِنَّهُ أَمْرٌ مِنَ الله عَزَّوَجَلَّ وَمِنِّی. وَلا أَمْرَ بِمَعْروفٍ وَلا نَهْی عَنْ مُنْکَرٍ إِلاَّمَعَ إِمامٍ مَعْصومٍ.
مَعاشِرَالنّاسِ، الْقُرْآنُ یُعَرِّفُکُمْ أَنَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ بَعْدِهِ وُلْدُهُ، وَعَرَّفْتُکُمْ إِنَّهُمْ مِنِّی وَمِنْهُ، حَیْثُ یَقُولُ الله فی کِتابِهِ: (وَ جَعَلَها کَلِمَةً باقِیَةً فی عَقِبِهِ). وَقُلْتُ: «لَنْ تَضِلُّوا ما إِنْ تَمَسَّکْتُمْ بِهِما».
مَعاشِرَالنّاسِ، التَّقْوی، التَّقْوی، وَاحْذَرُوا السّاعَةَ کَما قالَ الله عَزَّوَجَلَّ: (إِنَّ زَلْزَلَةَ السّاعَةِ شَیءٌ عَظیمٌ). اُذْکُرُوا الْمَماتَ (وَالْمَعادَ) وَالْحِسابَ وَالْمَوازینَ وَالُْمحاسَبَةَ بَیْنَ یَدَی رَبِّ الْعالَمینَ وَالثَّوابَ وَالْعِقابَ. فَمَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ أُثیبَ عَلَیْها وَ مَنْ جاءَ بِالسَّیِّئَةِ فَلَیْسَ لَهُ فِی الجِنانِ نَصیبٌ.
مَعاشِرَالنّاسِ، إِنَّکُمْ أَکْثَرُ مِنْ أَنْ تُصافِقُونی بِکَفٍّ واحِدٍ فی وَقْتٍ واحِدٍ، وَقَدْ أَمَرَنِی الله عَزَّوَجَلَّ أَنْ آخُذَ مِنْ أَلْسِنَتِکُمُ الْإِقْرارَ بِما عَقَّدْتُ لِعَلِی أَمیرِالْمُؤْمنینَ، وَلِمَنْ جاءَ بَعْدَهُ مِنَ الْأَئِمَّةِ مِنّی وَ مِنْهُ، عَلی ما أَعْلَمْتُکُمْ أَنَّ ذُرِّیَّتی مِنْ صُلْبِهِ.
فَقُولُوا بِأَجْمَعِکُمْ: «إِنّا سامِعُونَ مُطیعُونَ راضُونَ مُنْقادُونَ لِما بَلَّغْتَ عَنْ رَبِّنا وَرَبِّکَ فی أَمْرِ إِمامِنا عَلِی أَمیرِالْمُؤْمِنینَ وَ مَنْ وُلِدَ مِنْ صُلْبِهِ مِنَ الْأَئِمَّةِ. نُبایِعُکَ عَلی ذالِکَ بِقُلوُبِنا وَأَنْفُسِنا وَأَلْسِنَتِنا وَأَیْدینا. علی ذالِکَ نَحْیی وَ عَلَیْهِ نَموتُ وَ عَلَیْهِ نُبْعَثُ. وَلانُغَیِّرُ وَلانُبَدِّلُ، وَلا نَشُکُّ (وَلانَجْحَدُ) وَلانَرْتابُ، وَلا نَرْجِعُ عَنِ الْعَهْدِ وَلا نَنْقُضُ الْمیثاقَ.
وَعَظْتَنا بِوَعْظِ الله فی عَلِی أَمیرِالْمؤْمِنینَ وَالْأَئِمَّةِ الَّذینَ ذَکَرْتَ مِنْ ذُرِّیتِکَ مِنْ وُلْدِهِ بَعْدَهُ، الْحَسَنِ وَالْحُسَیْنِ وَ مَنْ نَصَبَهُ الله بَعْدَهُما. فَالْعَهْدُ وَالْمیثاقُ لَهُمْ مَأْخُوذٌ مِنَّا، مِنْ قُلُوبِنا وَأَنْفُسِنا وَأَلْسِنَتِنا وَضَمائِرِنا وَأَیْدینا. مَنْ أَدْرَکَها بِیَدِهِ وَ إِلاَّ فَقَدْ أَقَرَّ بِلِسانِهِ، وَلا نَبْتَغی بِذالِکَ بَدَلاً وَلایَرَی الله مِنْ أَنْفُسِنا حِوَلاً. نَحْنُ نُؤَدّی ذالِکَ عَنْکَ الّدانی والقاصی مِنْ اَوْلادِنا واَهالینا، وَ نُشْهِدُالله بِذالِکَ وَ کَفی بِالله شَهیداً وَأَنْتَ عَلَیْنا بِهِ شَهیدٌ».
مَعاشِرَالنّاسِ، ماتَقُولونَ؟ فَإِنَّ الله یَعْلَمُ کُلَّ صَوْتٍ وَ خافِیَةَ کُلِّ نَفْسٍ، (فَمَنِ اهْتَدی فَلِنَفْسِهِ وَ مَنْ ضَلَّ فَإِنَّما یَضِلُّ عَلَیْها)، وَمَنْ بایَعَ فَإِنَّما یُبایِعُ الله، (یَدُالله فَوْقَ أَیْدیهِمْ).
مَعاشِرَالنّاسِ، فَبایِعُوا الله وَ بایِعُونی وَبایِعُوا عَلِیّاً أَمیرَالْمُؤْمِنینَ وَالْحَسَنَ وَالْحُسَیْنَ وَالْأَئِمَّةَ (مِنْهُمْ فِی الدُّنْیا وَالْآخِرَةِ) کَلِمَةً باقِیَةً.
یُهْلِکُ الله مَنْ غَدَرَ وَ یَرْحَمُ مَنْ وَ فی، (وَ مَنْ نَکَثَ فَإِنَّما یَنْکُثُ عَلی نَفْسِهِ وَ مَنْ أَوْفی بِما عاهَدَ عَلَیْهُ الله فَسَیُؤْتیهِ أَجْراً عَظیماً).
مَعاشِرَالنّاسِ، قُولُوا الَّذی قُلْتُ لَکُمْ وَسَلِّمُوا عَلی عَلی بِإِمْرَةِ الْمُؤْمِنینَ، وَقُولُوا: (سَمِعْنا وَ أَطَعْنا غُفْرانَکَ رَبَّنا وَ إِلَیْکَ الْمَصیرُ)، وَ قُولوا: (اَلْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذی هَدانا لِهذا وَ ما کُنّا لِنَهْتَدِی لَوْلا أَنْ هَدانَا الله) الآیة.
مَعاشِرَالنّاسِ، إِنَّ فَضائِلَ عَلی بْنِ أَبی طالِبٍ عِنْدَالله عَزَّوَجَلَّ - وَ قَدْ أَنْزَلَهافِی الْقُرْآنِ - أَکْثَرُ مِنْ أَنْ أُحْصِیَها فی مَقامٍ واحِدٍ، فَمَنْ أَنْبَاَکُمْ بِها وَ عَرَفَها فَصَدِّقُوهُ.
مَعاشِرَالنّاسِ، مَنْ یُطِعِ الله وَ رَسُولَهُ وَ عَلِیّاً وَ الْأَئِمَةَ الَّذینَ ذَکرْتُهُمْ فَقَدْ فازَفَوْزاً عَظیماً.
مَعاشِرَالنَّاسِ، السّابِقُونَ إِلی مُبایَعَتِهِ وَ مُوالاتِهِ وَ التَّسْلیمِ عَلَیْهِ بِإِمْرَةِ الْمُؤْمِنینَ أُولئکَ هُمُ الْفائزُونَ فی جَنّاتِ النَّعیمِ.
مَعاشِرَالنّاسِ، قُولُوا ما یَرْضَی الله بِهِ عَنْکُمْ مِنَ الْقَوْلِ، فَإِنْ تَکْفُرُوا أَنْتُمْ وَ مَنْ فِی الْأَرْضِ جَمیعاً فَلَنْ یَضُرَّالله شَیْئاً.
اللهمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنینَ (بِما أَدَّیْتُ وَأَمَرْتُ) وَاغْضِبْ عَلَی (الْجاحِدینَ) الْکافِرینَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمینَ.
ترجمه فارسی خطبه غدیر
بسْم اللّه الرَّحْمن الرَّحیم
حمد و ثناى الهى
حمد و سپاس خدایى را که در یگانگى خود بلند مرتبه، و در تنهایى و فرد بودنش نزدیک است. در قدرت و سلطه خود با جلالت و در ارکان خود عظیم است. علم او به همه چیز احاطه دارد در حالى که در جاى خود است، و همه مخلوقات را با قدرت و برهان خود تحت سیطره دارد.
همیشه مورد سپاس بوده و همچنان مورد ستایش خواهد بود. صاحب عظمتى که از بین رفتنى نیست. ابتدا کننده و بازگرداننده اوست و هر کارى به سوى او باز مىگردد.
به وجود آورنده بالا برده شدهها (آسمانها و افلاک) و پهن کننده گستردهها (زمین)، یگانه حکمران زمینها و آسمانها، پاک و منزّه و تسبیح شده، پروردگار ملائکه و روح، تفضّل کننده بر همه آنچه خلق کرده، و لطف کننده بر هر آنچه به وجود آورده است . هر چشمى زیر نظر اوست ولى چشمها او را نمىبینند.
کَرم کننده و بردبار و تحمّل کننده است. رحمت او همه چیز را فرا گرفته و با نعمت خود بر همه آنها منّت گذارده است. در انتقام گرفتن خود عجله نمىکند، و به آنچه از عذابش که مستحقّ آنند مبادرت نمىورزد.
باطنها و سریرهها را مىفهمد و ضمایر را مىداند، و پنهانها بر او مخفى نمىماند و مخفىها بر او مشتبه نمىشود. او راست احاطه بر هر چیزى و غلبه بر همه چیز و قوّت در هر چیزى و قدرت بر هر چیزى ، و مانند او شیئى نیست.
اوست به وجود آورنده شیئ (چیز) هنگامى که چیزى نبود. دائم و زنده است، و به قسط و عدل قائم است. نیست خدایى جز او که با عزّت و حکیم است.
بالاتر از آن است که چشمها او را درک کنند ولى او چشمها را درک مىکند و او لطف کننده و آگاه است. هیچکس نمىتواند با دیدن به صفت او راه یابد، و کسى به چگونگى او از سرّ و آشکار دست نمىیابد مگر به آنچه خود خداوند عز و جل راهنمایى کرده است.
گواهى مىدهم براى او که اوست خدایى که قُدس و پاکى و منزّه بودن او روزگار را پر کرده است. او که نورش ابدیّت را فرا گرفته است. او که دستورش را بدون مشورتِ مشورت کنندهاى اجرا مىکند و در تقدیرش شریک ندارد و در تدبیرش کمک نمىشود.
آنچه ایجاد کرده بدون نمونه و مثالى تصویر نموده و آنچه خلق کرده بدون کمک از کسى و بدون زحمت و بدون احتیاج به فکر و حیله خلق کرده است. آنها را ایجاد کرد پس به وجود آمدند و خلق کرد پس ظاهر شدند. پس اوست خدایى که جز او خدایى نیست. صنعت او محکم و کار او زیباست. عادلى که ظلم نمىکند و کَرم کنندهاى که کارها به سوى او باز مىگردد.
شهادت مىدهم اوست خدایى که همه چیز در مقابل عظمت او تواضع کرده و همه چیز در مقابل عزّت او ذلیل شده و همه چیز در برابر قدرت او سر تسلیم فرود آورده و همه چیز در برابر هیبت او خاضع شدهاند.
پادشاهِ پادشاهان و گرداننده افلاک و مسخّر کننده آفتاب و ماه، که همه با زمانِ تعیین شده در حرکت هستند. شب را بر روى روز و روز را بر روى شب مىگرداند، که به سرعت در پى آن مىرود. در هم شکننده هر زورگوى با عناد، و هلاک کننده هر شیطان سر پیچ و متمرّد.
براى او ضدّى و همراه او معارضى نبوده است. یکتا و بىنیاز است. زاییده نشده و نمىزاید، و براى او هیچ همتایى نیست. خداى یگانه و پروردگار با عظمت. مىخواهد پس به انجام مىرساند، و اراده مىکند پس مقدّر مىنماید، و مىداند پس به شماره مىآورد. مىمیراند و زنده مىکند، فقیر مىکند و غنى مىنماید، مىخنداند و مىگریاند، نزدیک مىکند و دور مىنماید، منع مىکند و عطا مىنماید. پادشاهى از آن او و حمد و سپاس براى اوست. خیر به دست اوست و او بر هر چیزى قادر است.
شب را در روز و روز را در شب فرو مىبرد. نیست خدایى جز او که با عزّت و آمرزنده است. اجابت کننده دعا، بسیار عطا کننده، شمارنده نَفَسها و پروردگار جنّ و بشر، که هیچ امرى بر او مشکل نمىشود، و فریاد دادخواهان او را منزجر نمىکند، و اصرار اصرار کنندگانش او را خسته نمىنماید. نگهدارنده صالحین و موفّق کننده رستگاران و صاحب اختیار مؤمنان و پروردگار عالمیان. خدایى که از آنچه خلق کرده مستحق است که او را در هر حالى شکر و سپاس گویند.
او را سپاس بسیار مىگویم و دائما شکر مىنمایم، چه در آسایش و چه در گرفتارى، چه در حال شدت و چه در حال آرامش. و به او و ملائکهاش و کتابها و پیامبرانش ایمان مىآورم. دستور او را گوش مىدهم و اطاعت مىنمایم و به آنچه او را راضى مىکند مبادرت مىورزم و در مقابل مقدرات او تسلیم مىشوم به عنوان رغبت در اطاعت او و ترس از عقوبت او، چرا که اوست خدایى که نمىتوان از مکر او در امـان بود و از ظلم او هم ترس نداریم (یعنى ظلم نمىکند).
فرمان الهى براى مطلبى مهم
براى خداوند بر نفس خود به عنوان بندگى او اقرار مىکنم، و شهادت مىدهم براى او به پروردگارى، و آنچه به من وحى نموده ادا مىنمایم از ترس آنکه مبادا اگر انجام ندهم عذابى از او بر من فرود آید که هیچکس نتواند آن را دفع کند، هر چند که حیله عظیمى بکار بندد و دوستى او خالص باشد ـ نیست خدایى جز او ـ زیرا خداوند به من اعلام فرموده که اگر آنچه در حق على بر من نازل نموده ابلاغ نکنم رسالت او را نرساندهام، و براى من حفظ از شر مردم را ضمانت نموده و خدا کفایت کننده و کریم است.
خداوند به من چنین وحى کرده است: «بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمانِ الرَّحیمِ، یا اَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما اُنْزِلَ اِلَیْکَ مِنْ رَبِّکَ ...»، «اى پیامبر ابلاغ کن آنچه از طرف پروردگارت بر تو نازل شده ـ درباره على، یعنى خلافت على بن ابىطالب ـ و اگر انجام ندهى رسالت او را نرساندهاى، و خداوند تو را از مردم حفظ مىکند».
اى مردم، من در رساندن آنچه خداوند بر من نازل کرده کوتاهى نکردهام، و من سبب نزول این آیه را براى شما بیان مىکنم:
جبرئیل سه مرتبه بر من نازل شد و از طرف خداوندِ سلام پروردگارم ـ که او سلام است ـ مرا مأمور کرد که در این اجتماع بپاخیزم و بر هر سفید و سیاهى اعلام کنم که «على بن ابىطالب برادرِ من و وصى من و جانشین من بر امتم و امام بعد از من است. نسبت او به من همانند هارون به موسى است جز اینکه پیامبرى بعد از من نیست. و او صاحب اختیار شما بعد از خدا و رسولش است».
و خداوند در این مورد آیهاى از کتابش بر من نازل کرده است: «اِنَّما وَلِیُّکُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذینَ آمَنُوا ...»، «صاحب اختیار شما خدا و رسولش هستند و کسانى که ایمان آورده و نماز را بپا مىدارند و در حال رکوع زکات مىدهند»، و على بن ابىطالب است که نماز را بپا داشته و در حال رکوع زکات داده و در هر حال خداوند عز و جل را قصد مىکند.
اى مردم، من از جبرئیل درخواست کردم از خدا بخواهد تا مرا از ابلاغ این مهم معاف بدارد، زیرا از کمى متقین و زیادى منافقین و فساد ملامت کنندگان و حیلههاى مسخره کنندگانِ اسلام اطلاع دارم، کسانى که خداوند در کتابش آنان را چنین توصیف کرده است که با زبانشان مىگویند آنچه در قلبهایشان نیست، و این کار را سهل مىشمارند در حالى که نزد خداوند عظیم است. همچنین به خاطر اینکه منافقین بارها مرا اذیت کردهاند تا آنجا که مرا «اُذُن» (گوش دهنده بر هر حرفى) نامیدند، و گمان کردند که من چنین هستم به خاطر ملازمت بسیار على با من و توجه من به او و تمایل او و قبولش از من، تا آنکه خداوند عز و جل در این باره چنین نازل کرد: «وَ مِنْهُمُ الَّذینَ یُؤْذُونَ النَّبِىَّ وَ یَقُولُونَ هُوَ اُذُنٌ ...»: «از آنان کسانى هستند که پیامبر را اذیت مىکنند و مىگویند او «اُذُن» (گوش دهنده به هر حرفى) است، بگو: گوش است ـ بر ضد کسانى که گمان مىکنند او «اُذُن» است ـ و براى شما خیر است، به خدا ایمان مىآورد و در مقابل مؤمنین اظهار تواضع و احترام مىنماید، و براى کسانى از شما که ایمان آوردهاند رحمت است؛ و کسانى که پیامبر را اذیت مىکنند عذاب دردناکى در انتظارشان است».
اگر من بخواهم گویندگان این نسبت (اُذُن) را نام ببرم مىتوانم، و اگر بخواهم به شخص آنان اشاره کنم مىنمایم، و اگر بخواهم با علائم آنها را معرفى کنم مىتوانم، ولى به خدا قسم من در کار آنان با بزرگوارى رفتار کردهام.
بعد از همه اینها، خداوند از من راضى نمىشود مگر آنچه در حق على بر من نازل کرده ابلاغ نمایم. «یا اَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما اُنْزِلَ اِلَیْکَ مِنْ رَبِّکَ...»، «اى پیامبر برسان آنچه ـ در حق على ـ از پروردگارت بر تو نازل شده و اگر انجام ندهى رسالت او را نرساندهاى، و خداوند تو را از مردم حفظ مىکند».
اعلان رسمى ولایت و امامت دوازده امام علیهمالسلام
اى مردم، این مطلب را درباره او بدانید و بفهمید، و بدانید که خداوند او را براى شما صاحب اختیار و امامى قرار داده که اطاعتش را واجب نموده است بر مهاجرین و انصار و بر تابعین آنان به نیکى، و بر روستایى و شهرى، و بر عجمى و عربى، و بر آزاد و بنده، و بر بزرگ و کوچک، و بر سفید و سیاه. بر هر یکتا پرستى حکم او اجرا شونده و کلام او مورد عمل و امر او نافذ است. هر کس با او مخالفت کند ملعون است، و هر کس تابع او باشد و او را تصدیق نماید مورد رحمت الهى است. خداوند او را و هر کس را که از او بشنود و او را اطاعت کند آمرزیده است.
اى مردم، این آخرین بارى است که در چنین اجتماعى بپا مىایستم. پس بشنوید و اطاعت کنید و در مقابل امر خداوند پروردگارتان سر تسلیم فرود آورید، چرا که خداوند عز و جل صاحب اختیار شما و معبود شماست، و بعد از خداوند رسولش و پیامبرش که شما را مخاطب قرار داده، و بعد از من على صاحب اختیار شما و امام شما به امر خداوند است، و بعد از او امامت در نسل من از فرزندان اوست تا روزى که خدا و رسولش را ملاقات خواهید کرد.
حلالى نیست مگر آنچه خدا و رسولش و امامان حلال کرده باشند، و حرامى نیست مگر آنچه خدا و رسولش و امامان بر شما حرام کرده باشند. خداوند عز و جل حلال و حرام را به من شناسانده است، و آنچه پروردگارم از کتابش و حلال و حرامش به من آموخته به او سپردهام.
اى مردم، على را فضیلت دهید. هیچ علمى نیست مگر آنکه خداوند آن را در من جمع کرده است و هر علمى را که آموختهام در امام المتقین جمع نمودهام، و هیچ علمى نیست مگر آنکه آن را به على آموختهام. اوست «امام مبین» که خداوند در سوره یس ذکر کرده است: «وَ کُلَّ شَیْىءٍ اَحْصَیْناهُ فى اِمامٍ مُبینٍ»، «و هر چیزى را در امام مبین جمع کردیم».
اى مردم، از على به سوى دیگرى گمراه نشوید، و از او روى برمگردانید و از ولایت او سرباز نزنید. اوست که به حق هدایت نموده و به آن عمل مىکند، و باطل را ابطال نموده و از آن نهى مىنماید، و در راه خدا سرزنش ملامت کنندهاى او را مانع نمىشود.
على اول کسى است که به خدا و رسولش ایمان آورد و هیچکس در ایمانِ به من بر او سبقت نگرفت. اوست که با جان خود در راه رسول خدا فداکارى کرد. اوست که با پیامبر خدا بود در حالى که هیچکس از مردان همراه او خدا را عبادت نمىکرد. اولین مردم در نماز گزاردن، و اول کسى است که با من خدا را عبادت کرد. از طرف خداوند به او امر کردم تا در خوابگاه من بخوابد، او هم در حالى که جانش را فداى من کرده بود در جاى من خوابید.
اى مردم، او را فضیلت دهید که خدا او را فضیلت داده است، و او را قبول کنید که خداوند او را منصوب نموده است.
اى مردم، او از طرف خداوند امام است، و هر کس ولایت او را انکار کند خداوند هرگز توبهاش را نمىپذیرد و او را نمىبخشد. حتمى است بر خداوند که با کسى که با او مخالفت نماید چنین کند و او را به عذابى شدید تا ابدیت و تا آخر روزگار معذب نماید. پس بپرهیزید از اینکه با او مخالفت کنید و گرفتار آتشى شوید که آتشگیره آن مردم و سنگها هستند و براى کافران آماده شده است.
اى مردم، به خدا قسم پیامبران و رسولان پیشین به من بشارت دادهاند، و من به خدا قسم خاتم پیامبران و مرسلین و حجت بر همه مخلوقین از اهل آسمانها و زمینها هستم. هر کس در این مطالب شک کند مانند کفر جاهلیت اول کافر شده است. و هر کس در چیزى از این گفتار من شک کند در همه آنچه بر من نازل شده شک کرده است، و هر کس در یکى از امامان شک کند در همه آنان شک کرده است، و شک کننده درباره ما در آتش است.
اى مردم، خداوند این فضیلت را بر من ارزانى داشته که منّتى از او بر من و احسانى از جانب او به سوى من است. خدایى جز او نیست. حمد و سپاس از من بر او تا ابدیت و تا آخر روزگار و در هر حال.
اى مردم، على را فضیلت دهید که او افضل مردم بعد از من از مرد و زن است تا مادامى که خداوند روزى را نازل مىکند و خلق باقى هستند. ملعون است ملعون است، مورد غضب است مورد غضب است کسى که این گفتار مرا ردّ کند و
با آن موافق نباشد. بدانید که جبرئیل از جانب خداوند این خبر را براى من آورده است و مىگوید: «هر کس با على دشمنى کند و ولایت او را نپذیرد لعنت و غضب من بر او باد». هر کس ببیند براى فردا چه پیش فرستاده است. از خدا بترسید که با على مخالفت کنید و در نتیجه قدمى بعد از ثابت بودن آن بلغزد، خداوند از آنچه انجام مىدهید آگاه است.
اى مردم، على «جنب اللّه» است که خداوند در کتاب عزیزش ذکر کرده و درباره کسى که با او مخالفت کند فرموده است: «اَنْ تَقُولَ نَفْسٌ یا حَسْرَتا عَلى ما فَرَّطْتُ فى جَنْبِ اللّهِ»، «اى حسرت بر آنچه درباره جنب خداوند تفریط و کوتاهى کردم».
اى مردم، قرآن را تدبر نمایید و آیات آن را بفهمید و در محکمات آن نظر کنید و به دنبال متشابه آن نروید. به خدا قسم، باطن آن را براى شما بیان نمىکند و تفسیرش را برایتان روشن نمىکند مگر این شخصى که دست او را مىگیرم و او را به سوى خود بالا مىبرم و بازوى او را مىگیرم و با دستم او را بلند مىکنم و به شما مىفهمانم که: «هر کس من صاحب اختیار اویم این على صاحب اختیار اوست»، و او على بن ابىطالب برادر و جانشین من است، و ولایتِ او از جانب خداوندِ عز و جل است که بر من نازل کرده است.
اى مردم، على و پاکان از فرزندانم از نسل او ثقل اصغرند و قرآن ثقل اکبر است. هر یک از این دو از دیگرى خبر مىدهد و با آن موافق است. آنها از یکدیگر جدا نمىشوند تا بر سر حوض کوثر بر من وارد شوند. بدانید که آنان امینهاى خداوند بین مردم و حاکمان او در زمین هستند.
بدانید که من ادا نمودم، بدانید که من ابلاغ کردم، بدانید که من شنوانیدم، بدانید که من روشن نمودم، بدانید که خداوند فرموده است و من از جانب خداوند عز و جل مىگویم، بدانید که امیرالمؤمنینى جز این برادرم نیست. بدانید که امیرالمؤمنین بودن بعد از من براى احدى جز او حلال نیست.
معرفى و بلند کردن امیرالمؤمنین علیهالسلام به دست پیامبر صلىاللهعلیهوآله سپس پیامبر صلىاللهعلیهوآله دستش را بر بازوى على علیهالسلام زد و آن حضرت را بلند کرد. و این در حالى بود که امیرالمؤمنین علیهالسلام از زمانى که پیامبر صلىاللهعلیهوآله بر فراز منبرآمده بود یک پله پایینتر از مکان حضرت ایستاده بود و نسبت به صورت حضرت به طرف راست مایل بود که گویى هر دو در یک مکان ایستادهاند.
پس پیامبر صلىاللهعلیهوآله با دستش او را بلند کرد و هر دو دست را به سوى آسمان باز نمود و على علیهالسلام را از جا بلند نمود تا حدى که پاى آن حضرت موازى زانوى پیامبر صلىاللهعلیهوآله رسید. سپس فرمود: اى مردم، چه کسى بر شما از خودتان صاحب اختیارتر است؟
گفتند: خدا و رسولش. فرمود: بدانید که هر کس من صاحب اختیار اویم این على صاحب اختیار اوست. خدایا دوست بدار هرکس او را دوست بدارد، و دشمنبدار هر کس او را دشمن بدارد، و یارى کن هر کس او را یارى کند، و خوار کن هر کس او را خوار کند.
اى مردم، این على است برادر من و وصى من و جامع علم من، و جانشین من در امتم بر آنان که به من ایمان آوردهاند، و جانشین من در تفسیر کتاب خداوند عز و جل و دعوت به آن، و عمل کننده به آنچه او را راضى مىکند، و جنگ کننده
با دشمنان خدا و دوستى کننده بر اطاعت او و نهى کننده از معصیت او.
اوست خلیفه رسول خدا، و اوست امیرالمؤمنین و امام هدایت کننده از طرف خداوند، و اوست قاتل ناکثین و قاسطین و مارقین به امر خداوند.
خداوند مىفرماید: «ما یُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَىَّ»، «سخن در پیشگاه من تغییر نمىپذیرد»، پروردگارا، به امر تو مىگویم : «خداوندا دوست بدار هر کس على را دوست بدارد و دشمن بدار هر کس على را دشمن بدارد، و یارى کن هر کس على را یارى کند و خوار کن هر کس على را خوار کند، و لعنت نما هر کس على را انکار کند و غضب نما بر هر کس که حق على را انکار نماید».
پروردگارا، تو هنگام روشن شدن این مطلب و منصوب نمودن على در این روز این آیه را درباره او نازل کردى: «اَلْیَوْمَ اَکْمَلْتُ لَکُمْ دینَکُمْ وَ اَتْمَمْتُ عَلَیْکُمْ نِعْمَتى وَ رَضیتُ لکُمُ الاْءِسْلامَ دینا»: «امروز دین شما را برایتان کامل نمودم و نعمت خود را بر شما تمام کردم و اسلام را به عنوان دین شما راضى شدم»، و فرمودى: «اِنَّ الدّینَ عِنْدَ اللّهِ اْلاِسْلامُ»: «دین نزد خداوند اسلام است»، و فرمودى: «وَ مَنَ یَبْتَغِ غَیْرَ الاْءِسْلامِ دینا فَلَنْ یُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِى الاْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرینَ» : «هر کس دینى غیر از اسلام انتخاب کند هرگز از او قبول نخواهد شد و او در آخرت از زیانکاران خواهد بود». پروردگارا، تو را شاهد مىگیرم که من ابلاغ نمودم.
تأکید بر توجه امت به مسئله امامت
اى مردم، خداوند دین شما را با امامت او کامل نمود، پس هر کس اقتدا نکند به او و به کسانى که جانشین او از فرزندان من و از نسل او هستند تا روز قیامت و روز رفتن به پیشگاه خداوند عز و جل، چنین کسانى اعمالشان در دنیا و آخرت از بین رفته و در آتش دائمى خواهند بود. عذاب از آنان تخفیف نمىیابد و به آنها مهلت داده نمىشود.
اى مردم، این على است که یارى کنندهترین شما نسبت به من و سزاوارترین شما به من و نزدیکترین شما به من و عزیزترین شما نزد من است. خداوند عز و جل و من از او راضى هستیم. هیچ آیه رضایتى در قرآن نازل نشده مگر درباره او، و هیچگاه خداوند مؤمنین را مورد خطاب قرار نداده مگر آنکه ابتدا او مخاطب بوده است، و هیچ آیه مدحى در قرآن نیست مگر درباره او، و خداوند در سوره «هَلْ اَتى عَلَى الاْءِنْسانِ ...» شهادت به بهشت نداده مگر براى او، و این سوره را درباره غیر او نازل نکرده و با این سوره جز او را مدح نکرده است.
اى مردم، او یارى دهنده دین خدا و دفاع کننده از رسول خداست، و اوست با تقواى پاکیزه هدایت کننده هدایت شده. پیامبرتان بهترین پیامبر و وصیّتان بهترین وصى و فرزندان او بهترین اوصیاء هستند.
اى مردم، نسل هر پیامبرى از صلب خود او هستند ولى نسل من از صلب امیرالمؤمنین على است.
اى مردم، شیطان آدم را با حسد از بهشت بیرون کرد. مبادا به على حسد کنید که اعمالتان نابود شود و قدمهایتان بلغزد. آدم به خاطر یک گناه به زمین فرستاده شد در حالى که انتخاب شده خداوند عز و جل بود، پس شما چگونه خواهید بود در حالى که شمایید و در بین شما دشمنان خدا هستند.
بدانید که با على دشمنى نمىکند مگر شقى و با على دوستى نمىکند مگر با تقوى، و به او ایمان نمىآورد مگر مؤمن مخلص. به خدا قسم درباره على نازل شده است سوره «و العصر»: «بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمانِ الرَّحیمِ، وَ الْعَصْرِ، اِنَّ الاْءِنْسانَ لَفى خُسْرٍ»، «قسم به عصر، انسان در زیان است» مگر على که ایمان آورد و به حق و صبر راضى شد.
اى مردم، من خدا را شاهد گرفتم و رسالتم را به شما ابلاغ نمودم، و بر عهده رسول جز ابلاغ روشن چیزى نیست. اى مردم، از خدا بترسید آن گونه که باید ترسید و از دنیا نروید مگر آنکه مسلمان باشید.
اشاره به کارشکنىهاى منافقین
اى مردم، «ایمان آورید به خدا و رسولش و به نورى که همراه او نازل شده است، قبل از آنکه هلاک کنیم وجوهى را و آن صورتها را به پشت برگردانیم یا آنان را مانند اصحاب سبت لعنت کنیم». به خدا قسم، از این آیه قصد نشده است مگر قومى از اصحابم که آنان را به اسم و نسبشان مىشناسم، ولى مأمورم بر آنان پرده پوشى کنم. پس هر کس عمل کند مطابق آنچه در قلبش از حب یا بغض نسبت به على مىیابد.
اى مردم، نور از جانب خداوند عز و جل در من نهاده شده و سپس در على بن ابىطالب و بعد در نسل او تا مهدى قائم، که حق خداوند و هر حقى که براى ما باشد مىگیرد، چرا که خداوند عز و جل ما را بر کوتاهى کنندگان و بر معاندان و مخالفان و خائنان و گناهکاران و ظالمان و غاصبان از همه عالمیان حجت قرار داده است.
اى مردم، شما را مىترسانم و انذار مىنمایم که من رسول خدا هستم، و قبل از من پیامبران بودهاند. آیا اگر من بمیرم یا کشته شوم شما عقبگرد مىنمایید؟ هر کس به عقب برگردد به خدا ضررى نمىرساند، و خداوند به زودى شاکرین و صابرین را پاداش مىدهد. بدانید که على است توصیف شده به صبر و شکر و بعد از او فرزندانم از نسل او چنین اند.
اى مردم، با اسلامتان بر من منت مگذارید، بلکه بر خدا منت نگذارید، که اعمالتان را نابود مىنماید و بر شما غضب مىکند و شما را به شعلهاى از آتش و مس گداخته مبتلا مىکند. پروردگار شما در کمین است.
اى مردم، بعد از من امامانى خواهند بود که به آتش دعوت مىکنند و روز قیامت کمک نمىشوند. اى مردم، خداوند و من از آنان بیزار هستیم. اى مردم، آنان و یارانشان و تابعینشان و پیروانشان در پایینترین درجه آتشاند و چه بد است جاى متکبران. بدانید که آنان «اصحاب صحیفه» هستند، پس هر یک از شما در صحیفه خود نظر کند.
راوى مىگوید: وقتى پیامبر صلىاللهعلیهوآله نام «اصحاب صحیفه» را آورد اکثر مردم منظور حضرت از این کلام رانفهمیدند و برایشان سؤال انگیز شد، و فقط عده کمى مقصود حضرت را فهمیدند.
اى مردم، من امر خلافت را به عنوان امامت و وراثتِ آن در نسل خودم تا روز قیامت به ودیعه مىسپارم، و من رسانیدم آنچه مأمور به ابلاغش بودم تا حجت باشد بر حاضر و غایب و بر همه کسانى که حضور دارند یا ندارند، به دنیا آمدهاند یا نیامدهاند. پس حاضران به غایبان و پدران به فرزندان تا روز قیامت برسانند.
و به زودى امامت را بعد از من به عنوان پادشاهى و با ظلم و زور مىگیرند. خداوند غاصبین و تعدى کنندگان را لعنت کند. و در آن هنگام است ـ اى جن و انس ـ که مىریزد براى شما آنکه باید بریزد و مىفرستد بر شما شعلهاى از آتش و مس گداخته و نمىتوانید آن را از خود دفع کنید.
اى مردم، خداوند عز و جل شما را به حال خود رها نخواهد کرد تا آنکه خبیث را از پاکیزه جدا کند، و خداوند شما را بر غیب مطلع نمىکند.
اى مردم، هیچ سرزمین آبادى نیست مگر آنکه در اثر تکذیبِ (اهل آن آیات الهى را) خداوند قبل از روز قیامت آنان را هلاک خواهد کرد و آن را تحت حکومت امام مهدى خواهد آورد، و خداوند وعده خود را عملى مىنماید.
اى مردم، قبل از شما اکثر پیشینیان هلاک شدند، و خداوند آنها را هلاک نمود و اوست که آیندگان را هلاک خواهد کرد. خداى تعالى مىفرماید: «اَلَمْنُهْلِکِ الاَْوَّلینَ...»، «آیا ماپیشینیان را هلاک نکردیم؟ آیا در پى آنان دیگران را نفرستادیم؟ ما با مجرمان چنین مىکنیم. واى بر مکذبین در آن روز».
اى مردم، خداوند مرا امر و نهى نموده است، و من هم به امر الهى على را امر و نهى نمودهام، و علم امر و نهى نزد اوست. پس امر او را گوش دهید تا سلامت بمانید، و او را اطاعت کنید تا هدایت شوید و نهى او را قبول کنید تا در راه درست باشید، و به سوى مقصد و مراد او بروید، و راههاى بیگانه شما را از راه او منحرف نکند.
پیروان اهل بیت علیهمالسلام و دشمنان ایشان
اى مردم، من راه مستقیم خداوند هستم که شما را به پیروى آن امر نموده، و سپس على بعد از من، و سپس فرزندانم از نسل او که امامان هدایتاند، به حق هدایت مىکنند و به یارى حق به عدالت رفتار مىکنند.
«بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ ، الْحَمْدُ للّهِِ رَبِّ الْعالَمینَ ، الرَّحْمنِ الرَّحیمِ ، مالِکِ یَوْمِ الدّینِ ، اِیّاکَ نَعْبُدُ وَ اِیّاکَ نَسْتَعینُ ، اِهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقیمَ ، صِراطَ الَّذینَ اَنْعَمْتَ عَلَیْهِمْ غَیْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَیْهِمْ وَ لاَ الضّالّینَ». این سوره درباره من نازل شده، و به خدا قسم درباره امامان نازل شده است. به طور عموم شامل آنان است و به طور خاص درباره آنان است. ایشان دوستان خدایند که ترسى بر آنان نیست و محزون نمىشوند، بدانید که حزب خداوند غالب هستند.
بدانید که دشمنان ایشان سفهاء گمراه و برادران شیاطیناند که اباطیل را از روى غرور به یکدیگر مىرسانند.
بدانید که دوستان اهل بیت کسانىاند که خداوند در کتابش آنان را یاد کرده و فرموده است: «لا تَجِدُ قَوْما یُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَ الْیَوْمِ الاْآخِرِ یُوادُّونَ مَنْ حادَّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ...» : «نمىیابى قومى را که به خدا و روز قیامت ایمان آورده باشند، و در عین حال با کسانى که با خدا و رسولش ضدّیت دارند روى دوستى داشته باشند، اگر چه پدرانشان یا فرزندانشان یا برادرانشان یا فامیلشان باشند. آناناند که ایمان در قلوبشان نوشته شده و خداوند آنان را با روحى از خود تأیید فرموده و ایشان را به بهشتى وارد مىکند که از پایین آن نهرها جارى است و در آن دائمى خواهند بود. خدا از آنان راضى است و آنان از خدا راضى هستند. آنان حزب خداوند هستند. بدانید که حزب خدا رستگارند».
بدانید که دوستان اهل بیت کسانىاند که خداوند عزو جل آنان را توصیف کرده و فرموده است: «الَّذینَ آمَنُوا وَلَمْ یَلْبَسُوا ایمانَهُمْ بِظُلْمٍ ... »: «کسانى که ایمان آوردهاند و ایمانشان را با ظلم نپوشاندهاند، آناناند که برایشان امان است و آنان هدایت یافتگاناند».
بدانید که دوستان ایشان کسانىاند که ایمان آوردهاند و به شک نیفتادهاند.
بدانید که دوستان ایشان کسانىاند که با سلامتى و در حال امن وارد بهشت مىشوند، و ملائکه با سلام به ملاقات آنان مىآیند و مىگویند: «سلام بر شما، پاکیزه شدید، پس براى همیشه داخل بهشت شوید».
بدانید که دوستان ایشان کسانى هستند که بهشت براى آنان است و در آن بدون حساب روزى داده مىشوند.
بدانید که دشمنان اهل بیت کسانىاند که به شعلههاى آتش وارد مىشوند. بدانید که دشمنان ایشان کسانىاند که از جهنم در حالى که مىجوشد صداى وحشتناکى مىشنوند و شعله کشیدن آن را مىبینند.
بدانید که دشمنان ایشان کسانىاند که خداوند درباره آنان فرموده است: «کُلَّما دَخَلَتْ اُمَّةٌ لَعَنَتْ اُخْتَها ...» : «هر گروهى که داخل جهنم مىشوند همتاى خود را لعنت مىکنند، تا آنکه همه آنان در آنجا به یکدیگر بپیوندند آخرین آنان با اشاره به اولین آنان مىگویند: پروردگارا، اینان ما را گمراه کردند؛ پس عذاب دو چندان از آتش به آنان نازل کن. خدا مىفرماید: براى هر دو گروه عذاب مضاعف است ولى شما نمىدانید».
بدانید که دشمنان ایشان کسانىاند که خداوند عز و جل مىفرماید: «کُلَّما اُلْقِىَ فیها فَوْجٌ سَاَلَهُمْ خَزَنَتُها اَلَمْ یَأْتِکُمْ نَذیرٌ...»: «هر گاه گروهى را در جهنم مىاندازند خزانه داران دوزخ از ایشان مىپرسند: آیا ترسانندهاى براى شما نیامد؟
مىگویند: بلى، براى ما نذیر و ترساننده آمد ولى ما او را تکذیب کردیم و گفتیم: خداوند هیچ چیز نازل نکرده است، و شما در گمراهىِ بزرگ هستید. و مىگویند: اگر مىشنیدیم یا فکر مىکردیم در اصحاب آتش نبودیم. به گناه خود اعتراف کردند، پس دور باشند اصحاب آتش».
بدانید که دوستان اهل بیت کسانى هستند که در پنهانى از پروردگارشان مىترسند و براى آنان مغفرت و اجر بزرگ است.
اى مردم، چقدر فاصله است بین شعلههاى آتش و بین اَجر بزرگ!
اى مردم، دشمن ما کسى است که خداوند او را مذمت و لعنت نموده، و دوست ما کسى است که خداوند او را مدح نموده و دوستش بدارد.
اى مردم، بدانید که من نذیر و ترسانندهام و على بشارت دهنده است.
اى مردم، بدانید که من مُنذر و بر حذر دارندهام و على هدایت کننده است. اى مردم، من پیامبرم و على جانشین من است.
اى مردم، بدانید که من پیامبرم و على امام و وصى بعد از من است، و امامان بعد از او فرزندان او هستند. بدانید که من پدر آنانم و آنها از صلب او به وجود مىآیند.
حضرت مهدى عجل اللّه فرجه
بدانید که آخرینِ امامان، مهدى قائم از ماست. اوست غالب بر ادیان، اوست انتقام گیرنده از ظالمین، اوست فاتح قلعهها و منهدم کننده آنها، اوست غالب بر هر قبیلهاى از اهل شرک و هدایت کننده آنان.
بدانید که اوست گیرنده انتقام همه خونهاى اولیاء خدا. اوست یارى دهنده دین خدا.
بدانید که اوست استفاده کننده از دریایى عمیق. اوست که هر صاحب فضیلتى را به قدر فضلش و هر صاحب جهالتى را به قدر جهلش نشانه مىدهد. اوست انتخاب شده و اختیار شده خداوند. اوست وارث هر علمى و احاطه دارنده به هر فهمى.
بدانید که اوست خبر دهنده از پروردگارش، و بالا برنده آیات الهى. اوست هدایت یافته محکم بنیان. اوست که کارها به او سپرده شده است.
اوست که پیشینیان به او بشارت دادهاند، اوست که به عنوان حجت باقى مىماند و بعد از او حجتى نیست. هیچ حقى نیست مگر همراه او، و هیچ نورى نیست مگر نزد او.
بدانید او کسى است که غالبى بر او نیست و کسى بر ضد او کمک نمىشود. اوست ولى خدا در زمین و حکم کننده او بین خلقش و امین او بر نهان و آشکارش.
مطرح کردن بیعت
اى مردم، من برایتان روشن کردم و به شما فهمانیدم، و این على است که بعد از من به شما مىفهماند.
بدانید که من بعد از پایان خطابهام شما را به دست دادن با من به عنوان بیعـت با او و اقرار به او، و بعـد از من به دست دادن با خود او فرا مىخوانم.
بدانید که من با خدا بیعت کردهام و على با من بیعت کرده است، و من از جانب خداوند براى او از شما بیعت مىگیرم. «اِنَّ الَّذینَ یُبایِعُونَکَ اِنَّما یُبایِعُونَ اللّهَ...»: «کسانى که با تو بیعت مىکنند در واقع با خدا بیعت مىکنند، دست خداوند بر روى دست آنان است. پس هر کس بیعت را بشکند بر ضرر خود اوست، و هر کس به آنچه با خدا عهد بسته وفادار باشد خداوند به او اجر عظیمى عنایت خواهد کرد».
حلال و حرام، واجبات و محرمات
اى مردم، حج و عمره از شعائر الهى هستند، «فَمَنْ حَجَّ الْبَیْتَ اَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَیْهِ اَنْ یَطَّوَّفَ بِهِما ...» : «هر کس به خانه خدا به عنوان حج یا عمره بیاید براى او اشکالى نیست که بر صفا و مروه بسیار طواف کند، و هر کس کار خیرى را بدون چشم داشتى انجام دهد خداوند سپاسگزار داناست».
اى مردم، به حج خانه خدا بروید. هیچ خاندانى به خانه خدا وارد نمىشوند مگر آنکه مستغنى مىگردند و شاد مىشوند، و هیچ خاندانى آن را ترک نمىکنند مگر آنکه منقطع مىشوند و فقیر مىگردند.
اى مردم، هیچ مؤمنى در موقف (عرفات، مشعر، منى) وقوف نمىکند مگر آنکه خداوند گناهان گذشته او را تا آن وقت مىآمرزد، و هر گاه که حجش پایان یافت اعمالش را از سر مىگیرد.
اى مردم، حاجیان کمک مىشوند و آنچه خرج مىکنند به آنان باز مىگردد، و خداوند جزاى محسنین را ضایع نمىنماید.
اى مردم، با دین کامل و با تَفَقُّه و فهم به حج خانه خدا بروید و از آن مشاهد مشرفه جز با توبه و دست کشیدن از گناه بر مگردید.
اى مردم، نماز را بپا دارید و زکات را بپردازید همانطور که خداوند عز و جل به شما فرمان داده است و اگر زمان طویلى بر شما گذشت و کوتاهى نمودید یا فراموش کردید، على صاحب اختیار شماست و براى شما بیان مىکند، او که خداوند عز و جل بعد از من به عنوان امین بر خلقش او را منصوب نموده است. او از من است و من از اویم.
او و آنان که از نسل مناند از آنچه سؤال کنید به شما خبر مىدهند و آنچه را نمىدانید براى شما بیان مىکنند.
بدانید که حلال و حرام بیش از آن است که من همه آنها را بشمارم و معرفى کنم و بتوانم در یک مجلس به همه حلالها دستور دهم و از همه حرامها نهى کنم. پس مأمورم که از شما بیعت بگیرم و با شما دست بدهم بر اینکه قبول کنید آنچه از طرف خداوند عز و جل درباره امیر المؤمنین على و جانشینان بعد از او آوردهام که آنان از نسل من و اویند، و آن موضوع امامتى است که فقط در آنها بپا خواهد بود، و آخر ایشان مهدى است تا روزى که خداى مدبِّرِ قضا و قدر را ملاقات کند.
اى مردم، هر حلالى که شما را بدان راهنمایى کردم و هر حرامى که شما را از آن نهى نمودم، هرگز از آنها بر نگشتهام و تغییر ندادهام. این مطلب را به یاد داشته باشید و آن را حفظ کنید و به یکدیگر سفارش کنید، و آن را تبدیل نکنید و تغییر ندهید.
من سخن خود را تکرار مىکنم: نماز را بپا دارید و زکات را بپردازید و به کار نیک امر کنید و از منکرات نهى نمایید.
بدانید که بالاترین امر به معروف آن است که سخن مرا بفهمید و آن را به کسانى که حاضر نیستند برسانید و او را از طرف من به قبولش امر کنید و از مخالفتش نهى نمایید، چرا که این دستورى از جانب خداوند عز و جل و از نزد من است، و هیچ امر به معروف و نهى از منکرى نمىشود مگر با امام معصوم.
اى مردم، قرآن به شما مىشناساند که امامان بعد از على فرزندان او هستند و من هم به شما شناساندم که آنان از نسل من و از نسل اویند. آنجا که خداوند در کتابش مىفرماید: «وَ جَعَلَها کَلِمَةً باقِیَةً فى عَقِبِهِ»، «آن امامت را به عنوان کلمه باقى در نسل او قرار داد»، و من نیز به شما گفتم: «اگر به آن دو (قرآن و اهل بیت) تمسک کنید هرگز گمراه نمىشوید».
اى مردم، تقوى را، تقوى را. از قیامت بر حذر باشید همانگونه که خداى عزوجل فرموده: «اِنَّ زَلْزَلَةَ السّاعَةِ شَیْىءٌ عَظیمٌ»، «زلزله قیامت شیئ عظیمى است».
مرگ و معاد و حساب و ترازوهاى الهى و حسابرسى در پیشگاه رب العالمین و ثواب و عقاب را به یاد آورید. هر کس حسنه با خود بیاورد طبق آن ثواب داده مىشود، و هر کس گناه بیاورد در بهشت او را نصیبى نخواهد بود.
بیعت گرفتن رسمى
اى مردم، شما بیش از آن هستید با یک دست و در یک زمان با من دست دهید، و پروردگارم مرا مأمور کرده است که از زبان شما اقرار بگیرم درباره آنچه منعقد نمودم براى على امیرالمؤمنین و امامانى که بعد از او مىآیند و از نسل من و اویند، چنانکه به شما فهماندم که فرزندان من از صلب اویند.
پس همگى چنین بگویید: «ما شنیدیم و اطاعت مىکنیم و راضى هستیم و سر تسلیم فرود مىآوریم درباره آنچه از جانب پروردگار ما و خودت به ما رساندى درباره امر امامتِ اماممان على امیرالمؤمنین و امامانى که از صلب او به دنیا مىآیند. بر این مطلب با قلبهایمان و با جانمان و با زبانمان و با دستانمان با تو بیعت مىکنیم.
بر این عقیده زندهایم و با آن مىمیریم و روز قیامت با آن محشور مىشویم. تغییر نخواهیم داد و تبدیل نمىکنیم و شک و انکار نمىنماییم و تردید به دل راه نمىدهیم و از این قول بر نمىگردیم و پیمان را نمىشکنیم.
تو ما را به موعظه الهى نصیحت نمودى درباره على امیرالمؤمنین و امامانى که گفتى بعد از او از نسل تو و فرزندان اویند، یعنى حسن و حسین و آنان که خداوند بعد از آن دو منصوب نموده است.
پس براى آنان عهد و پیمان از ما گرفته شد، از قلبهایمان و جانهایمان و زبانهایمان و ضمائرمان و دستهایمان. هر کس توانست با دست بیعت مىنماید و گرنه با زبانش اقرار مىکند. هرگز در پى تغییر این عهد نیستیم و خداوند (در این باره) از نفسهایمان دگرگونى نبیند.
ما این مطالب را از قول تو به نزدیک و دور از فرزندانمان و فامیلمان مىرسانیم، و خدا را بر آن شاهد مىگیریم. خداوند در شاهد بودن کفایت مىکند و تو نیز بر این اقرار ما شاهد هستى».
اى مردم، چه مىگویید؟ خداوند هر صدایى را و پنهانىهاى هر کسى را مىداند. پس هر کس هدایت یافت به نفع خودش است و هر کس گمراه شد به ضرر خودش گمراه شده است، و هر کس بیعت کند با خداوند بیعت مىکند. دست خداوند بر روى دست بیعت کنندگان است.
اى مردم، با خدا بیعت کنید و با من بیعت نمایید و با على امیرالمؤمنین و حسن و حسین و امامان از ایشان در دنیا و آخرت، به عنوان امامتى که در نسل ایشان باقى است بیعت کنید. خداوند بیعت شکنان را هلاک و وفاداران را مورد رحمت قرار مىدهد. و هر کس بیعت را بشکند به ضرر خویش شکسته است، و هر کس به آنچه با خدا پیمان بسته وفا کند خداوند به او اجر عظیمى عنایت مىفرماید.
اى مردم، آنچه به شما گفتم بگویید، و به على به عنوان «امیرالمؤمنین» سلام کنید و بگویید: «شنیدیم و اطاعت کردیم، پروردگارا مغفرت تو را مىخواهیم و بازگشت به سوى توست». و بگویید: «اَلْحَمْدُ للّهِِ الَّذى هَدانا لِهذا وَ ما کُنّا لِنَهْتَدِىَ لَوْ لا اَنْ هَدانَا اللّهُ ...» : «حمد و سپاس خداى را که ما را به این راه هدایت کرد، و اگر خداوند هدایت نمىکرد ما هدایت نمىشدیم. فرستادگان پروردگارمان به حق آمدهاند».
اى مردم، فضایل على بن ابىطالب نزد خداوند ـ که در قرآن آن را نازل کرده ـ بیش از آن است که همه را در یک مجلس بشمارم. پس هر کس درباره آنها به شما خبر داد و معرفت آن را داشت او را تصدیق کنید.
اى مردم، هر کس خدا و رسولش و على و امامانى را که ذکر کردم اطاعت کند به رستگارى بزرگ دست یافته است.
اى مردم، کسانى که براى بیعت با او و قبول ولایت او و سلام کردن به عنوان «امیرالمؤمنین» با او، سبقت بگیرند آنان رستگارانند و در باغهاى نعمت خواهند بود.
اى مردم، سخنى بگویید که به خاطر آن خداوند از شما راضى شود، و اگر شما و همه کسانى که در زمین هستند کافر شوند به خدا ضررى نمىرسانند.
خدایا، به خاطر آنچه ادا کردم و امر نمودم مؤمنین را بیامرز، و بر منکرین که کافرند غضب نما، و حمد و سپاس مخصوص خداوند عالم است.
منبع : خبرگزاری صدای افغان(آوا)- سرویس مناسبت ها