تاريخ النشرالأربعاء 21 سبتمبر 2022 ساعة 10:15
رقم : 258864
السید عیسی حسینی مزاری/ حلقة الاولی

أفغانستان والفرص(1)

طرد الولايات المتحدة من أفغانستان وتحرير البلاد من الاحتلال
أفغانستان والفرص(1)
مع سقوط الجمهورية وصعود الإمارة الإسلامية وسيادتها في البلاد، ظهرت فرص كبيرة، يعد كل منها إنجازا كبيرا لمجاهدي رجال أفغانستان، الذي وفر منصات وقدرات فريدة أخرى لمواطني البلاد لتوظيفها للعمل بجدية في ازدهار أفغانستان وسلطتها وعظمتها داخل المنطقة والعالم، لكنها لا تزال سنة من عمر الإمارة الإسلامية ومع ذلك، لم يذكر أي فرد أو شخص اعتباري على وجه التحديد هذه الفرص وأسبابها وعواقبها، ولم يشرحها أو يفسرها.

في هذاالمقال، تتم مناقشة بعض هذه الفرص بشكل عابر وموجز؛ طرد الولايات المتحدة من أفغانستان وتحرير البلاد من الاحتلال كانت الفرصة الرئيسية الأولى هي طرد الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو من أفغانستان وتحرير البلاد من احتلالهم.
دخل الأمريكيون، إلى جانب أعضاء آخرين في حلف شمال الأطلسي تحت اسم تحالف مكافحة الإرهاب، أفغانستان بعد 11 سبتمبر 2001، بحجة تورط تنظيم القاعدة في تفجير البرجين التوأمين للتجارة العالمية في نيويورك، والقبض على بن لادن، بدعوى سحق الإرهاب، واحتلال البلاد لأكثر من عشرین عاما.
في الأيام الأولى، وعلى الرغم من استخدامهم للأدوات الإعلامية فضلا عن الأنشطة الثقافية والدعائية لمرتزقتهم المحليين، إلا أنهم سحروا عقول الجمهور داخل أفغانستان وخارجها کانهم ملائكة إنقاذ أفغانستان من أزمة الإرهاب، وجلب النمو الاقتصادي والأمن وحرية التعبير والديمقراطية لشعبنا، ولكن وجود الاحتلال الأمريكي في أفغانستان، دمر فرصة سياسية لتحريك البلد نحو دولة - أمة واحدة وقوية.
والآخر هو الانحراف، والتهديد الذي دفع في بون لإنشاء هيكل سياسي جديد في أفغانستان ثم أنشئ في لویه جرگه(مجلس الاعلی الوطنی) الدستورية كان أساسا غير فعال إلى حد كبير زاد الفجوة بين الناس من مختلف الأعراق ومنعهم من أن يصبحوا امة واحدة وعلى الجانب الآخر، فإن الحكومات الأمريكية الرئيسية، مع وجود تكنوقراط موثوق بهم في أفغانستان، هي سبب رئيسي لإخفاقات السنوات العشرین الماضية في البعد الأمني والعسكري، تسبب وجود الولايات المتحدة وحلفائها في أفغانستان في المزيد من انعدام الأمن، ولكن أيضا في إنشاء ونمو ودعم الجماعات الإرهابية مثل داعش. وفيما يتعلق ببعد السياسة الخارجية، أصبحنا مقدمين لأهداف وسياسات الولايات المتحدة في المنطقة لمنع التقارب الإقليمي
ضد الولايات المتحدة والتقدم الإقليمي وتحقيق الاستقرار الدائم. وعلى البعد الاقتصادي، شهدنا نظاما غير فعال للغاية على غرار النماذج الغربية يسمى السوق الحرة، واجتماعيا وثقافيا، من أضرار لا حصر لها، لا سيما نتيجة للغزو الثقافي الغربي الواسع النطاق للمجتمع، وخاصة ضد أساس الأسرة، الذي حظي بدعم قوي من بعض وسائل الإعلام المدعومة من الغرب، والذي حول أفغانستان عمليا إلى بلد غير إسلامي.
كان هناك مثل هذا الاتجاه الذي أزعج الأمة، ثم استيقظت بحساسية وأخيرا، وتشكلت ببطء وتدريجيا معارك قاسية وناعمة وساخنة وباردة في أجزاء كثيرة من أفغانستان، ونظمت حركة جهاد وطنية ضد الأمريكيين وغيرهم من أعضاء حلف شمال الأطلسي، ولا شك أنهم كانوا في خنادق حرب شرسة ضد المحتلين طالبان، ولكن لا يمكن إنكار أنه على جبهة الحرب الناعمة، باستثناء الحرب الناعمة، باستثناء الأمريكيين وغيرهم من أعضاء الناتو، لا شك أنهم كانوا في خنادق حرب قاسية ضد المحتلين طالبان، ولكن لا يمكن إنكار ذلك على جبهة الحرب الناعمة، باستثناء الحرب الناعمة يأتي عدد من التكنوقراط من الغرب ومجموعتهم المحدودة تباع محليا إلى إن إشراك بعض قادة الفصائل والحركات والأحزاب العرقية والعائلية مع مطالب قيادة الشعب، ولكن تحول، كان لمعظم الشعب الأفغاني دور جدي وفي الواقع، كانت جميع المساجد وجميع التاكايا والعديد من الأحزاب والمنظمات السياسية والاجتماعية على الأقل على مستوى القوة المتوسطة، ومعظم المراكز التعليمية الخاصة وحتى الحكومية وجميع القدرات الفكرية والثقافية والاجتماعية كانت ضد الأجانب وكل واحد منهم بقدر ما.
لقد ناضلوا ضد عملاء الاحتلال ومنصاته وتبعاته، بل وأطلقوا أكبر المظاهرات والتجمعات والمؤتمرات والندوات والتجمعات الصغيرة والكبيرة واللقاءات المتخصصة والعامة، والأنشطة الإعلامية والفضائية الإلكترونية الواسعة ضد الاحتلال والعوامل الضارة ونتائجه، ومن أبرز الأمثلة على ذلك التجمعات والتجمعات التي تحيي يوم القدس العالمي كل عام، والمعارضة للمعاهدات الاستراتيجية أمن كابول مع واشنطن و...
لم يكن من السهل التواجد على مشارف الحرب الناعمة، لكنها كانت أخطر بكثير من الحرب القاسية، ولهذا السبب قدم شعبنا تضحيات لا حصر لها على مدى ال عشرین عاما الماضية، والتي تعتبر ثمن المواجهة مع المحتلين، وبالتالي تعرضت عشرات المساجد والتاكايا والمراكز التعليمية والرياضية ومكاتب التنظيم الاجتماعي، وحتى المسيرات على عاشوراء، للهجوم
من قبل المرتزقة الأمريكيين، ومن أهم مثال على ذلك هجوم انتحاري على المكاتب المركزية للمركزأنشطة طبيان الثقافية والاجتماعية ووكالة الأنباء الصوت الأفغانی (AVA) في كابول في عام 2017، والتي استشهد خلالها اثنین و خمسون من أفضل النخب في الحوزة العلمية والجامعة، أصيب 140 شخصا ودمروا جزءا من مبنى وتدمير المعدات الثقافية والإعلامية لنا، وبالتالي الآلاف من المواطنين القدامى والشباب والذكور في طريق الإسلام والاستقلال وحرية الشعب والبلاد لقد استشهدوا ودمرت العديد من المرافق والبنية التحتية.
وعلى الرغم من أن الغربيين استخدموا جميع أدواتهم  الإعلامية المادية والروحية والعسكرية والثقافية لتحقيق أهدافهم الشريرة بوجود محتل، بالإضافة إلى أفغانستان على الأقل على المستوى الإقليمي، وإذا كان هذا الوجود مكلفا جدا بالنسبة لأفغانستان في جميع المجالات المادية والروحية فقد يستغرق الأمر عقودا للتعويض عنها، إلا أن مواجهة طالبان العنيدة في الخنادق الصلبة مكلفة للغاية لدرجة أن التعويض عنها قد يستغرق عقودا والجيش الدافئ ضد المعتدين والوجود إن مجد بقية الناس في ميادين الجهاد الناعمة والباردة أجبر المحتلين في نهاية المطاف على طرد أنفسهم من أفغانستان، وهكذا مرة أخرى خلقت أمة مجاهدي أفغانستان شرفا تاريخيا لها ولبلدها، وقضت على الخطر الكبير من البلدان الإسلامية وحتى الإنسانية المحبة للحرية، وخلقت فرصة عظيمة لنا وللمنطقة والعالم، وأدركت للجميع أنه لو كان هناك تحمل جماعي لكان لله ولاسمه وذكراه مساعدته ومناشدته الديه، سيتم القيام بأشياء عظيمة لصالح الدين والناس.
كانت هزيمة آلة حرب الغطرسة التي تقودها الولايات المتحدة في عصرنا، مع أعظم القوى البشرية والمعدات الحديثة والمتقدمة للغاية، ولكن أيضا العسكرية والثقافية والإعلامية فائقة التطور ، ظاهرة لا يمكن تصورها، وحتى قبل فترة وجيزة من انهيار الجمهورية، لم يكن أي عقل قد استكشف هذا الاتجاه، من أجل تخيل قوة عظمى مثل أمريكا كانت أحادية الاستقطاب في العالم وتضع أقدامها في أي مكان كان سيقف بحزم ويمضي قدما، ويواجه هذا الجو من الوهم التاريخي، ويهزم أمام أمة لن تهزم إلا بالقوة.
لم تكن إيمان تحمل سلاحا كهذا، لأنه عندما كانت طالبان متورطة في أدوات ومعدات مادية، عادة ما تكون كلاشنيكوف مع دراجة نارية أو أيدي بقية الناس في ساحات المعارك الناعمة جدا وبسيطة جدا وعادية وذات ذيل يدوي، مقارنة بالمرافق المادية والروحية والعسكرية والثقافية لإعلام العدو، فإن النسبة ستكون صفرا ومئة.
لذلك، لم يتمكن شعب أفغانستان من خلق هذه الفرصة العظيمة إلا من خلال الإيمان بالله ومناشدة أقرب اولیائه وتزويدهم بالاستغلال المحلي والإقليمي والعالمي.
لذلك، لم يتمكن شعب أفغانستان من خلق هذه الفرصة العظيمة إلا من خلال الإيمان بالله ومناشدة أقرب والديه وتزويدهم بالاستغلال المحلي والإقليمي والعالمي.
 
https://avapress.com/vdcce4qi02bqp48.caa2.html
شارک بتعلیقک
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني